يشكل التفاوت الاقتصادي مصدر قلق كبير حول العالم، وفقا لدراسة استقصائية حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث في 36 دولة.

و‏أظهرت الدراسة أن 54% من البالغين يرون أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تُعد مشكلة كبيرة جدًا في بلدانهم، فيما يعتبرها ‌‏30% مشكلة كبيرة إلى حد ما‌‎.‎

وعند سؤال المشاركين عن أسباب التفاوت، أشار 60% منهم إلى أن النفوذ السياسي للأثرياء يساهم بشكل كبير في عدم المساواة ‏الاقتصادية.

وقد كانت هذه الرؤية الأكثر انتشارًا في 31 دولة من أصل 36. كما تم تحديد مشاكل النظام التعليمي، والعمل الجاد، ‏وتفاوت الفرص منذ الولادة كعوامل مهمة أخرى‎.‎

ويتوقع 57% من المشاركين أن يكون الوضع المالي للأطفال في بلادهم أسوأ من والديهم عند الكبر.

وينتشر هذا التشاؤم بشكل ‏خاص في الدول ذات الدخل المرتفع مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان.

وفي المقابل، يسود ‏التفاؤل في بعض الدول الآسيوية مثل الهند وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة، وكذلك في بعض دول أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين ‏والبرازيل والمكسيك‎.‎

وتظهر الدراسة رغبة قوية في الإصلاح الاقتصادي؛ حيث يرى أغلبية المشاركين في 33 دولة من أصل 36 أن النظام ‏الاقتصادي بحاجة إلى تغييرات كبيرة أو إصلاح كامل.

وتبرز هذه الرغبة في الدول ذات الدخل المتوسط بمنطقة آسيا والمحيط ‏الهادئ وأمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‎.‎

وتشير النتائج إلى اختلافات واضحة في الآراء بناءً على الأيديولوجيات السياسية.

ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يرى ‌‏76% من الليبراليين أن التفاوت الاقتصادي مشكلة كبيرة جدًا، مقارنة بـ30% فقط من المحافظين.

كما أن اليساريين عمومًا ‏يميلون إلى اعتبار النفوذ السياسي للأثرياء والتمييز العنصري وتفاوت الفرص منذ الولادة من أبرز أسباب التفاوت‎.‎

خلص الاستطلاع إلى أن التفاوت الاقتصادي ليس مجرد قضية اقتصادية بحتة، بل يمتد تأثيره إلى الجوانب السياسية ‏والاجتماعية.

وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية، تبقى الحاجة ماسة إلى سياسات وإصلاحات جذرية لتعزيز العدالة ‏الاقتصادية وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء‎.‎

م.ال

اضف تعليق