قبل عقدين من الزمن  كانت الملكية هي القاعدة، كنا نشتري الأفلام على أقراص DVD، ونمتلك البرامج على حواسيبنا، ونقتني السيارات بميزاتها الكاملة.

اليوم، تغير كل شيء، أصبحنا نعيش في عالم «الاشتراك»، حيث ندفع رسوماً شهرية لاستخدام كل شيء تقريباً من الترفيه إلى الإنتاجية، ومن الصحة إلى وسائل النقل.

الاشتراكات ليست بالأمر الجديد، لكنها كانت تقتصر في الماضي على خدمات أساسية مثل الصحف أو قنوات التلفزيون المدفوعة.

أمّا اليوم، فقد تسللت إلى جوانب حياتنا كافة؛ نبدأ يومنا بالاستماع إلى الموسيقى عبر اشتراك في «سبوتيفاي» و«أنغامي»، ونعمل باستخدام برامج مثل «أوفيس 365»، ونخزن ملفاتنا في «غوغل درايف»، ونشاهد مسلسلاتنا على «نيتفليكس» و«شاهد».

حتى السيارات لم تسلم من هذه الموجة، حيث بدأت بعض الشركات بفرض رسوم شهرية لاستخدام ميزات مثل المقاعد المُدفأة أو نظام القيادة المتطور.

العبء المالي المتزايد قد يبدو نموذج الاشتراك مريحاً، لكنه يخلق تحدياً مالياً غير مسبوق، فبدلاً من دفع مبلغ مقطوع وامتلاك المنتج، نجد أنفسنا ملتزمين برسوم شهرية تتراكم مع الوقت.

إذا جمعنا تكاليف اشتراكات البث، والتخزين السحابي، والتطبيقات، والأدوات الرقمية، وحتى بعض الأجهزة المنزلية، فقد نجد أنفسنا ندفع مئات الدولارات شهرياً فقط للوصول إلى الخدمات التي كانت يوماً ما تُباع كمنتجات مملوكة بالكامل.

تظهر الدراسات أن «إرهاق الاشتراكات» أصبح حقيقة ملموسة، حيث يعاني المستخدمون تضخم الفواتير الشهرية وصعوبة تتبع الاشتراكات المختلفة، حتى الشركات الكبرى بدأت تدرك أن العملاء بدأو بإلغاء بعض الاشتراكات للحد من الإنفاق، ما دفعها إلى تقديم خطط مخفضة أو مدعومة بالإعلانات لاستبقاء المستخدمين.

هل نحن بحاجة إلى إعادة التفكير؟

لاشك أن نموذج الاشتراك يوفّر مزايا، مثل التحديثات المستمرة والخدمات المتكاملة، لكنه في المقابل، يسلبنا إحساسنا بالملكية، فلماذا يجب أن أدفع شهرياً لاستخدام ميزة في سيارتي بينما كان يمكنني شراؤها دفعة واحدة؟ ولماذا يتحول الوصول إلى المعلومات والترفيه إلى عبء مالي دائم بدلاً من كونه استثماراً لمرة واحدة؟

قد يكون الحل في تحقيق توازن ذكي، كإلغاء الاشتراكات غير الضرورية، والتفكير في نماذج بديلة مثل الشراء المباشر متى كان ذلك ممكناً، واختيار خدمات تقدّم أعلى قيمة مقابل التكلفة.

ربما حان الوقت لنراجع قائمة الاشتراكات التي نمتلكها، ونسأل أنفسنا: هل نحن بالفعل بحاجة إليها جميعاً، أم أننا نستأجر حياتنا ببطء شهراً بعد شهر؟

وكالات


س ع

اضف تعليق