أسبوع هام بالنسبة لسوق النفط حمل في طياته العديد من التطورات على جانبي العرض والطلب على حد سواء، مع موجة مكاسب يومية بأسعار الخام دامت لمدة 5 جلسات متتالية.
وفي الأسبوع الماضي، أظهرت واحدة من أكبر العوامل الهبوطية للنفط والمتمثلة في الحرب التجارية بين الاقتصادين الأكبر عالمياً، بعض الإشارات الإيجابية.
في حين يواصل القلق بشأن تراجع الزخم الاقتصادي اتجاهه الصاعد فضلاً عن المستجدات المتعلقة بالنقص المستمر في إمدادات فنزويلا.
وفي الوقت نفسه، تعزز أوبك جهودها بشأن إعادة التوازن لسوق الخام عبر خفض الإنتاج فيما يستمر الإنتاج الأمريكي في تسجيل مستويات قياسية.
وبلغت مكاسب الذهب الأسود على مدى جلسات الأسبوع الماضي 6.7% لخام برنت القياسي و5.4% لخام نايمكس الأمريكي.
وبالنظر إلى العوامل الداعمة للنفط، فيأتي في مقدمتها التفاؤل بشأن التوصل إلى صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والصين في نزاعهما التجاري، وسط تعهد دونالد ترامب بإزالة كافة التعريفات حال تحقيق ذلك.
وفي غضون ذلك تشير تقارير صحفية إلى أن ترامب يخطط لتمديد الهدنة التجارية والبالغة مدتها 60 يوماً بهدف منح المفاوضات فترة أطول لحل الخلافات بين الجانبين.
وتضرر سوق الذهب الأسود بشكل قوي في الآونة الأخيرة جراء النزاعات التجارية التي قلصت الطلب على الخام وتهدد النمو الاقتصادي العالمي ما يعني تناقص النشاط الاقتصادي الذي يستلزم النفط.
يذكر أن واردات الصين من النفط تتجاوز 10 ملايين برميل يومياً للشهر الثالث على التوالي خلال يناير الماضي، في إشارة إيجابية على قوة الطلب حتى الآن.
وفي السياق نفسه، فإن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والتي تنفي الاتهامات الموجة لها بشأن التلاعب وتحديد أسعار النفط، تسير في طريق خفض الإمدادات النفطية في مسعى للحد من مخاوف تخمة المعروض.
يذكر أن أوبك ومنتجي الخام من خارج المنظمة اتفقوا في أواخر العام الماضي على خفض مستويات إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً من أجل استعادة التوازن بالسوق، وذلك في أول 6 أشهر من هذا العام.
وبحسب التقرير الشهري لمنظمة أوبك، فإن الدول الـ14 الأعضاء خفضت إنتاج النفط 797 ألف برميل يومياً خلال شهر يناير الماضي بقيادة السعودية والإمارات.
كما قامت المنظمة بخفض تقديرات الطلب العالمي على الخام خلال العامين الماضي والحالي بسبب المخاوف المتعلقة بتباطؤ الزخم الاقتصادي.
ويرى رئيس وكالة الطاقة فاتح بيرول أن هناك سلبيات وإيجابيات داخل سوق النفط؛ الأولى تتعلق بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وخاصة في الصين وما ينتج عنه من تأثير على الطلب، أما الأخرى فتتعلق بالمخاوف الجيوسياسية في فنزويلا والشرق الأوسط وإيران.
وكانت المفوضية الأوروبية خفضت تقديرات النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو على المدى القصير، بعد خطوة مماثلة لصندوق النقد الدولي وكذلك البنك الدولي فيما يتعلق بنمو الاقتصاد العالمي.
وعلى صعيد إنتاج الولايات المتحدة النفطي، فإن التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهر أنه واصل تسجيل مستوى قياسياً للأسبوع الخامس على التوالي مع تراجع صافي واردات الخام إلى أدنى مستوى على الإطلاق.
وفي الوقت الذي بلغ فيه إنتاج النفط الأمريكي متوسط 11.900 مليون برميل يومياً على الصعيد الأسبوعي، فإن المخزونات النفطية وصلت لأعلى مستوى منذ نوفمبر 2017 كما زاد عدد منصات التنقيب عن الخام بالولايات المتحدة.
وتتوقع الإدارة الأمريكية أن يبلغ إنتاج النفط في الولايات المتحدة 12.41 و13.2 مليون برميل يومياً خلال العامين الحالي والمقبل بزيادة 2.8% و2.6% عن التقديرات السابقة.
وفيما يتعلق بالوضع داخل فنزويلا، فإن وكالة الطاقة الدولية تسلط الضوء في تقريرها الشهري الأخير على أزمة النفط في فنزويلا كونها تهدد بإحداث فوضى في السوق العالمي نتيجة الافتقار للنوعية التي تنتجها البلاد من الخام (النفط الثقيل) والذي بات أكثر ندرة.
وتؤثر العقوبات الأمريكية ضد كل من إيران وفنزويلا على إنتاج النفط مما يلقي بظلاله بشكل مباشر على المعروض من الخام الثقيل الحامض.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عبر عن أمله في الحصول على دعم من منظمة أوبك ضد العقوبات الأمريكية
أما على جانب توقعات الأسعار، فإن هناك نظرة إيجابية للأسعار على دى الربع الثاني من هذا العام، حيث يتوقع أن يسجل برنت مستوى 67.50 دولار للبرميل.
وترجع التوقعات التي أعلنها بنك "جولدمان ساكس" في مذكرة بحثية إلى أن الطلب القوي إلى جانب تقليص المعروض من جانب أوبك وحلفائها هما الداعمان الأساسيان لدفع الأسعار في الاتجاه الصاعد.انتهى/س
اضف تعليق