انخفضت أسعار النفط للعقود الآجلة في التعاملات الاسيوية اليوم الجمعة, بعد أن أثار ارتفاع مخزونات الخام في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي جديد المزيد من المخاوف بشأن تخمة الامدادات العالمية وهو ما غطى على تحركات لمنتجين للخام من بينهم السعودية وروسيا لتجميد الانتاج.
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الامريكية يوم الخميس أن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة زادت بمقدار 2.1 مليون برميل الاسبوع الماضي لتصل إلى ذروة قدرها 504.1 مليون برميل في ثالث أسبوع من المستويات القياسية على مدى الشهر المنصرم.
وجاء ذلك بينما قال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إن المحادثات ستستمر بين اعضاء اوبك والمنتجين خارج المنظمة لإيجاد سبل لإعادة أسعار النفط إلى مستوياتها "الطبيعية" في أعقاب اجتماع يوم الاربعاء.
وقال توني نانان مدير مخاطر النفط لدى ميتسوبيشي كورب اليابانية في طوكيو "السوق تتوقع زيادات مستمرة في المخزونات".
واضاف قائلا "العامل الرئيسي لأي اتفاق (لتقييد الانتاج) هو ايران. لكن إيران واضحة وتقول إنها تريد العودة إلى مستويات (انتاجها) قبل العقوبات".
"كل شيء يشير الى نهاية هذا العام (قبل أن يكون هناك إتفاق) عندما تصل إيران إلى 4 ملايين برميل يوميا. بحلول ذلك الوقت فان الألم سيكون شديدا بما يدفع الجميع للحضور إلى الطاولة (للاتفاق على تقييد الانتاج".
وقال نانان إن زيادة في الطلب العالمي تتراوح من مليون إلى مليوني برميل يوميا وتخفيضات في الانتاج من منتجين خارج أوبك وإتفاق المنتجين على تقييد الانتاج قد يدفع أسعار النفط للصعود إلى حوالي 40 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام.
وانخفضت عقود خام القياس الدولي مزيج برنت لأقرب استحقاق 34 سنتا إلى 33.94 دولار للبرميل بحلول الساعة 0435 بتوقيت جرينتش بعد أن أنهت الجلسة السابقة منخفضة 22 سنتا.
وتراجعت عقود الخام الامريكي 29 سنتا إلى 30.48 دولار للبرميل بعد أن أغلقت يوم الخميس مرتفعة 11 سنتا.
وقفزت أسعار النفط بأكثر من 14 بالمئة في الايام الثلاثة حتى الخميس بعد ان تحركت السعودية وروسيا -بدعم من منتجين آخرين من بينهم فنزويلا والعراق- لتجميد إنتاج الخام عند مستويات يناير كانون الثاني. وأيدت إيران الخطة يوم الاربعاء دون ان تتعهد بالالتزام بها.
في سياق متصل قال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش إن اتفاق منتجي النفط الرئيسيين على تحديد الإنتاج عند مستويات شهر يناير كانون/الثاني الماضي سيحول دون هبوط كبير آخر في أسعار النفط.
وصرح دفوركوفيتش للصحفيين خلال منتدى اقتصادي في مدينة كرسنايارسك، الواقعة في سيبيريا، الجمعة 19 فبراير/شباط أن عوامل كثيرة تلعب دورا في تذبذب أسعار النفط، لكن تحديد الانتاج سيمنع هبوط أسعار الخام بشكل حاد ومفاجئ .
ويأتي هذا التصريح بعد أن اتفقت 4 دول منتجة للنفط هي السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا خلال اجتماعها يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة القطرية الدوحة على تثبيت انتاجها عند مستوى شهر يناير/كانون الثاني الماضي بشرط مشاركة باقي المنتجين في ذلك.
ولقي الاتفاق دعم دول خليجية أخرى مثل الكويت والإمارات، كما أعرب العراق عن استعداده للتجاوب.
وبعد هذا الاجتماع، عقد وزراء النفط والطاقة في إيران والعراق وفنزويلا وقطر، اجتماعا في طهران، تلاه إيران، التي عادت حديثا إلى سوق النفط العالمية بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها، دعمها للاتفاق، من دون أن تلتزم صراحة به.
وأضاف المسؤول الروسي خلال المنتدى الاقتصادي أن موارد الطاقة ستبقى ذات أهمية للاقتصاد الروسي، مشددا على أهمية تأمين البلاد بالتكنولوجيا اللازمة للقطاعات الاقتصادية وتحقيق اكتفاء ذاتي في الأغذية.
اضف تعليق