دعا الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى ضرورة إعادة النظر في نظام الحصص الإنتاجية الذي تتبعه منذ عام 1986، مشيراً إلى أن هذا النظام لم يعد قادراً على تحقيق الاستقرار المطلوب في أسعار النفط العالمية.

وأوضح المرسومي أن "إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه المنظمة تتمثل في عدم التزام بعض الدول الأعضاء بحصصها الإنتاجية سواء على صعيد التصدير أو الاستهلاك المحلي". وأضاف أن "المراقبة الدقيقة لاستهلاك النفط الداخلي أصبحت أكثر تعقيداً، مما يؤثر سلباً على فعالية النظام". 

وأشار المرسومي إلى، أن "العديد من دول أوبك تعتمد بشكل كبير على النفط لتوليد الكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف عندما يرتفع الطلب على الطاقة بسبب استخدام أجهزة التكييف، هذا الاستهلاك المحلي المتزايد يؤثر على كميات النفط المتاحة للتصدير، وهو ما يتسبب في تضارب مع الأهداف الإنتاجية".

وتابع الخبير الاقتصادي بالإشارة إلى أن "التخفيضات الطوعية في الإنتاج، التي تعلنها بعض الدول بين الحين والآخر، غالباً ما تؤدي إلى تقليل الاستهلاك الداخلي، لكن هذا الفائض في الإنتاج يُوجّه إلى الأسواق العالمية عبر زيادة الصادرات، هذه الزيادة في الصادرات تؤدي إلى خلق فائض في العرض، ما يضغط على أسعار النفط نحو الانخفاض".

وفي ضوء هذه المعطيات، دعا المرسومي إلى ضرورة التخلي عن نظام الحصص الإنتاجية الحالي، مشدداً على الحاجة لتبني نظام جديد يركز بشكل أكبر على حصص الصادرات بدلاً من الإنتاج.

وأوضح، أن "هذا النظام المقترح يجب أن يعتمد على مؤشرات أساسية، مثل الطاقة الإنتاجية والاحتياطيات النفطية المؤكدة لكل دولة عضو في تحالف أوبك بلس، مما سيساهم في تحقيق استقرار أفضل لأسعار النفط، ويعزز من فعالية القرارات الجماعية للمنظمة في إدارة الأسواق".

واختتم المرسومي حديثه بالتأكيد على أهمية إيجاد آلية أكثر شفافية وقوة لتنظيم الإنتاج والتصدير، وذلك للحفاظ على مصالح جميع الدول الأعضاء وضمان استقرار السوق النفطية العالمية.


م.ال

اضف تعليق