تراجعت أسعار النفط بنسبة ثلاثة بالمئة خلال التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الثلاثاء، بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن إسرائيل قد أبدت استعدادها لعدم استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، مما خفف من المخاوف المتعلقة باضطراب الإمدادات النفطية.

كما جاء هذا الانخفاض في أعقاب إعلان منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عن تخفيض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2024 و2025.

وتراجعت أسعار الخامين القياسيين بنسبة ثلاثة بالمئة، بعد انخفاض آخر بنسبة اثنين بالمئة خلال تعاملات الأمس، مما زاد من الضغوط على السوق.

وبحلول الساعة 01:27 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.27 دولار لتصل إلى 75.19 دولار للبرميل. وفي الوقت ذاته، هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.22 دولار لتصل إلى 71.60 دولار للبرميل.

وقد تراجعت الأسعار بأكثر من أربعة دولارات خلال هذا الأسبوع، مما أزال معظم المكاسب التي كانت قد حققتها على مدى سبع جلسات حتى يوم الجمعة الماضي، عندما شعر المستثمرون بالقلق حيال اضطراب الإمدادات نتيجة تخطيط إسرائيل للرد على هجوم صاروخي إيراني.

وجاء تقرير صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ليهدئ الأسواق بعض الشيء، حيث نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن إسرائيل مستعدة لاستهداف أهداف عسكرية إيرانية، وليس منشآت نووية أو نفطية، مما قلل المخاوف من أي تأثير مباشر على الإمدادات النفطية العالمية.

إلى جانب ذلك، أعلنت منظمة أوبك يوم الاثنين عن خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024، كما أشارت إلى توقعات أقل لنمو الطلب في العام المقبل. وعلّق محللون في شركة “إيه.إن.زد” للأبحاث في مذكرة صادرة اليوم الثلاثاء، قائلين: “هذا هو الخفض الشهري الثالث على التوالي، مما يشير إلى تراجع التوقعات المتفائلة السابقة”.

ومن بين العوامل الأخرى التي ساهمت في تراجع الأسعار، عدم تحقيق العراق أي تقدم ملحوظ في التخفيضات الإضافية للإنتاج التي كان قد تعهد بها لتعويض الإنتاج الزائد.

كما أثّر انخفاض واردات الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي على الأسعار. وأظهرت البيانات تراجع الواردات الصينية بنسبة ثلاثة بالمئة مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يقف وراء الجزء الأكبر من تخفيض توقعات أوبك للطلب العالمي في 2024، حيث قلّصت المنظمة توقعاتها لنمو الطلب الصيني إلى 580 ألف برميل يوميًا مقارنة بالتوقع السابق البالغ 650 ألف برميل يوميًا.

هذا الانخفاض في الطلب العالمي، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يستمر في فرض ضغوط على سوق النفط العالمية، في وقت يشهد تزايد المخاوف من اضطراب الإمدادات والطلب المستقبلي.

ا.ب

اضف تعليق