تواصل تركيا تصعيد عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية، مستهدفة مناطق مدنية في إقليم كردستان، حيث أسفرت غاراتها يوم أمس عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين في محافظة السليمانية.
هذه العمليات المتكررة، والتي تمتد آثارها إلى مناطق واسعة في دهوك وأربيل، أثارت جدلاً سياسياً داخلياً وإقليمياً، وسط اتهامات متبادلة بين القوى الكردية حول الأسباب الحقيقية لهذه الانتهاكات.
تصعيد غير مسبوق
واستهدفت الطائرات التركية، يوم أمس، قضاء رانيا في السليمانية وناحية عقرة في دهوك، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين.
وهذه الضربات جاءت بعد يوم واحد فقط من زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد، حيث التقى بالرئاسات الثلاث، دون أن يزور أربيل كما جرت العادة.
ويشير عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفاء محمد كريم، إلى، أن "وجود حزب العمال الكردستاني في العراق هو السبب الرئيسي وراء القصف التركي المستمر، إذ يستخدم هذا الحزب الأراضي العراقية كقاعدة لشن هجماته ضد تركيا، ما يمنح أنقرة الذريعة لاستمرار عملياتها."
وأضاف كريم، أن "زعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني بذل جهوداً حثيثة لإنهاء الصراع مع تركيا عبر الوساطة، لكن استمرار وجود حزب العمال يعقد المشهد ويمنع التوصل إلى هدنة دائمة."
على النقيض، يرى القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث سورجي، أن "الحديث عن حزب العمال كذبة كبيرة تروجها تركيا لتبرير انتهاكاتها." وأكد، أن "القصف التركي يستهدف المدنيين العزل والأطفال، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية."
انتهاك السيادة والصمت الحكومي
السياسي الكردي نجاة نجم الدين وصف العمليات التركية بأنها "استهتار بالقيم الإنسانية وعدم احترام لسيادة العراق."
وانتقد صمت الحكومة العراقية، قائلاً إن "غياب الرد الرسمي يعكس ضعفاً وتبعية لبعض الأطراف السياسية."
وأضاف نجم الدين، أن "زيارة وزير الخارجية التركي إلى بغداد دون أربيل، تعزز الشكوك حول وجود تفاهمات سرية تسمح لتركيا بالتصرف بحرية في أراضي إقليم كردستان."
أطماع تركية متزايدة
تتهم تركيا حزب العمال الكردستاني بتهديد أمنها القومي وتبرر عملياتها العسكرية بأنها تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة بعمق 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.
ومع ذلك، يرى الكاتب الكردي لقمان حسين أن "هذه العمليات تُظهر أطماع تركيا التوسعية، التي تهدف إلى فرض سيطرتها على مناطق واسعة من الإقليم، كما فعلت في شمال سوريا."
الموقف الدولي وحلول الأزمة
يدعو لقمان حسين إلى "ضغط دولي حازم، خاصة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، لإجبار تركيا على وقف عملياتها العسكرية."
ويرى، أن "أي مفاوضات أو حلول سلمية مع تركيا لن تتحقق إلا من خلال توازن قوى واضح."
م.ال
اضف تعليق