أكد الخبير الاقتصادي منار العبيدي، أن الازدحامات المرورية في بغداد تفاقمت بشكل ملحوظ على الرغم من افتتاح عدد كبير من الجسور والأنفاق خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أن الحلول المطروحة حتى الآن لم تعالج جذور المشكلة.

وأوضح العبيدي، أن الاعتقاد السائد كان بأن هذه المشاريع ستسهم في تحسين انسيابية المرور، إلا أن الواقع جاء بعكس التوقعات، حيث زادت الاختناقات المرورية بشكل غير مسبوق.

وأضاف، أن العاصمة شهدت موجة ازدحامات سابقة بعد إزالة بعض السيطرات الأمنية، وهو ما أثار استغراب المواطنين، إذ كان من المفترض أن يؤدي ذلك إلى تسهيل الحركة بدلاً من تعقيدها.

وأشار إلى، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن عدد السيارات في بغداد يفوق بكثير قدرة الشوارع الرئيسية على الاستيعاب، موضحًا أن بعض المعرقلات السابقة مثل نقص الجسور والطرق في المناطق الفرعية كانت تُخفف الضغط عن الشوارع الرئيسية، لكن مع إزالة السيطرات وافتتاح جسور في شوارع غير رئيسية دون تطوير المحاور الاستراتيجية، تركزت الحركة على الطرق الأساسية، مما أدى إلى اختناقها بالكامل.

وأضاف العبيدي، أن تنفيذ مشاريع البنية التحتية الجديدة جاء بطريقة غير مدروسة، حيث تم التركيز على حل الاختناقات في الشوارع الجانبية دون الأخذ في الاعتبار تأثير ذلك على المحاور الرئيسية، كما لم يتم التوسع في إنشاء طرق موازية، بينما استمرت أعداد السيارات في الارتفاع.

واقترح العبيدي، أن يكون الحل في التخطيط لإنشاء طرق رئيسية جديدة موازية ومحورية، مشددًا على ضرورة توسعة الشوارع الاستراتيجية مثل طريق محمد القاسم، وطريق القناة، والجسور التي تربط جانبي الكرخ والرصافة، وطريق الدورة السريع، وطريق القادسية، والطريق الحولي حول بغداد.

وأكد، أن هذه الطرق تمثل الشرايين الأساسية لحركة المرور في العاصمة، ويجب أن تكون توسعتها أولوية بدلاً من التركيز على الطرق الفرعية التي لم تساهم في حل المشكلة، بل زادتها تعقيدًا.

واختتم حديثه بالتحذير من أن أزمة المرور في بغداد ستظل تتفاقم ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه، بغض النظر عن عدد المشاريع التي يتم تنفيذها.

م.ال

اضف تعليق