وكالة النبأ
شهد العراق تفاقما ملحوظا في مشكلات التلوث البيئي، مما أثر بشكل مباشر على صحة المواطنين والبيئة.
وكالة النبأ، في متابعتها المستمرة للأحداث، سلطت الضوء على هذه القضية الملحة، والجهود المبذولة لمكافحته، والتحديات المستقبلية التي تواجه البلاد في هذا المجال.
مظاهر التلوث
شهدت العاصمة بغداد ارتفاعا حادا في مستويات تلوث الهواء، في كانون الثاني/يناير 2025، بلغ مؤشر جودة الهواء في بغداد 173 وحدة، وهو مستوى خطير يهدد الصحة العامة.
وأفادت خبيرة البيئة عديلة شاهين أن العراق يحتل المرتبة الخامسة عالميا من حيث ارتفاع نسب التلوث،ة، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي.
تلوث المياه
من جهته أعلن محافظ بغداد، عبد المطلب العلوي، عن اتخاذ إجراءات فعالة ومشتركة لمنع تلوث المياه والهواء في العاصمة بالتنسيق مع الجهات المعنية.
في اب/أغسطس 2024، أعلنت وزارة البيئة العراقية عن اتخاذ إجراءات لوضع استراتيجيات تهدف إلى الحد من التلوث والتغير المناخي والتصحر والتنوع البيولوجي، مع التركيز على عام 2025 كعام للحد من هذه الظواهر.
قضية ملحة
وأصبح التلوث البيئي قضية ملحة تهدد صحة الإنسان واستدامة كوكب الأرض.ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب تلوث الهواء في وفاة حوالي 7 ملايين شخص كل عام.
وفي تقرير لليونيسف يكشف أن 300 مليون طفل يعيشون في مناطق يتجاوز فيها تلوث الهواء الحدود الآمنة.
وتشير دراسات تشير إلى، أن تلوث الهواء يؤثر سلبا على وظائف الدماغ ويقلل من التركيز.
الجهود المبذولة
في شباط/فبراير، وافق مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الدولي على مشروع بقيمة 18.5 مليون دولار لدعم جهود حكومة العراق في تقليل المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن الملوثات العضوية الثابتة وبؤر التلوث الكيميائي الساخنة، بالإضافة إلى تحسين سبل العيش في المجتمعات المحلية.
إغلاق المعامل
كثفت السلطات العراقية جهودها لإغلاق المعامل التي لا تلتزم بالمعايير البيئية، بهدف الحد من التلوث البيئي وتحسين جودة الهواء.
يُذكر أن مؤشر جودة الهواء أشار إلى أن 39 منطقة من بين 50 في العراق تُعد من الأكثر تلوثا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يستدعي تكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من هذه الظاهرة.
وفي اذار ناقشت وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة تشكيل المجلس الاستشاري البيئي لمعالجة التحديات البيئية الملحّة، بما في ذلك تلوث الهواء في المدن العراقية الكبرى.
حيث من المفترض سيكون هذا المجلس بمثابة منصة لتنسيق الجهود الوطنية والدولية، وتحديد الأولويات البيئية، وتعزيز الشراكات العالمية.
الغاز المصاحب
الحكومة العراقية العراقية من جانبها احرزت "تقدما" في استثمار الغاز المصاحب، حيث يُتوقع إنهاء إحراقه بالكامل بحلول نهاية 2025 أو بداية 2026، حيث يتوقع سيُحدث ذلك نقلة نوعية في الحد من تلوث الهواء في البصرة.
التحديات المستقبلية
بعد مرور 15 عاما على قانون حماية البيئة في العراق، تبرز الحاجة إلى تعديله لمواجهة التحديات البيئية الحالية.
وتشير التقارير إلى، أن التلوث البيئي في البصرة يزداد، وشركات النفط مستمرة في إنتاج الانبعاثات السامة، مما يستدعي تدخلا تشريعيا عاجلا.
وتُظهر الدراسات، أن زيادة الوعي البيئي بين المواطنين يمكن أن تسهم في تقليل التلوث.
ويُعتبر التعليم والتوعية من الأدوات الأساسية لتحقيق ذلك.ويعد التلوث البيئي في العراق من أبرز التحديات التي تواجه البلاد بسبب تتعدد مصادر هذا التلوث بين انبعاثات المصانع، وحرق الغاز المصاحب، والتوسع العمراني غير المنظم، مما أدى إلى تفاقم المشكلات الصحية والبيئية.
وتتوقع الدراسات والتقارير في عام 2025، يواجه العراق تحديات بيئية جسيمة تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية والدولية، من خلال تنفيذ سياسات بيئية مستدامة، وتحديث التشريعات، وتعزيز الوعي البيئي، يمكن للعراق تحقيق تقدم ملموس في مكافحة التلوث وحماية صحة مواطنيه وبيئته.
اضف تعليق