في إطار السعي المستمر لتعزيز استقرار النظام السياسي في العراق، تبرز ‏أهمية إعادة النظر في الوثيقة الدستورية، التي تُعدّ الأساس القانوني الذي يُحدد ‏شكل النظام السياسي وعلاقة السلطات في الدولة. ‏

أصبحت الحاجة إلى تعديل بعض نصوص الدستور العراقي لعام 2005 ‏ضرورة ملحة، نظراً للتغيرات السياسية والاجتماعية المستمرة التي تشهدها ‏البلاد. ‏

في هذا السياق، تأتي الدراسة التحليلية للباحث م. د. ميثم كاظم منفي العميدي، ‏‏"تعديل الدستور وأثره على السلطتين التشريعية والتنفيذية" الذي يقدم تحليلا ‏دقيقا لمسألة تعديل الدستور وآثاره على التوازن بين السلطتين التشريعية ‏والتنفيذية‎.‎

تناول الباحث في دراسته القضايا النظرية والعملية المتعلقة بتعديل الدستور، ‏مشيرا إلى تعارض بعض النصوص القانونية وأثر ذلك على طبيعة النظام ‏البرلماني العراقي. ‏

واستعرض الباحث التحديات القانونية والسياسية التي قد تعترض طريق هذا ‏التعديل، ويقترح الحلول الممكنة لتجاوزها، بما يضمن تحقيق التوازن الفعّال ‏بين السلطات وضمان استقرار الدولة. ‏

تأتي هذه الدراسة ضمن إطار التعاون بين مؤسسة النبأ مع جامعة الكوفة، كلية ‏القانون، بوقت سابق وقد صدرت في سياق مؤتمر علمي تناول الإصلاح ‏التشريعي ومكافحة الفساد.‏

الموضوع الرئيسي‎:‎

يتناول الباحث في دراسته موضوعا بالغ الأهمية في تشكيل النظام السياسي ‏في العراق، وهو حدود تعديل الدستور وكيفية تأثير ذلك في فلسفة الحكم. يشير ‏الباحث إلى أن الوثيقة الدستورية تمثل قمة الهرم القانوني في الدولة، وأن ‏تعديل هذه الوثيقة يجب أن يتماشى مع التغيرات السياسية، الثقافية، ‏والاجتماعية التي تمر بها الدولة، مما يجعل التعديل ضرورة مستمرة لضمان ‏ملاءمة القواعد القانونية مع الواقع المتغير‎.‎

إشكاليات البحث‎:‎

يناقش الباحث إشكاليتين رئيسيتين تتعلقان بتعديل الدستور العراقي‎:‎

المشكلة النظرية‎:‎

التعارض بين النصوص الدستورية: يناقش الباحث تعارضا مهما بين المادة ‏‏126 والمادة 142 من دستور 2005، والتي تؤثر بشكل كبير على آلية تعديل ‏الدستور، كما يتساءل عن الأثر الذي يترتب على تعديل النصوص الخاصة ‏بالتوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‎.‎

التحديات القانونية والسياسية: يبحث الباحث في المعوقات القانونية والسياسية ‏التي قد تقف أمام تعديل الدستور وتؤثر على انسجامه مع النظام البرلماني ‏المعمول به‎.‎

المشكلة العملية‎:‎

تطبيق التعديل الدستوري على أرض الواقع: يستعرض الباحث مدى إمكانية ‏تنفيذ النصوص المتعلقة بتعديل الدستور في العراق، بما يتوافق مع التغيرات ‏السياسية والواقع الفعلي للدولة‎.‎

منهجية البحث‎:‎

اعتمد الباحث منهجا تحليليا يعتمد على دراسة التجارب الدستورية السابقة، مع ‏التركيز على الدستور العراقي لعام 2005، بالإضافة إلى الدستور الفرنسي ‏لعام 1958 والدستور المصري لعام 2014. كما تم الاستناد إلى بعض ‏التجارب الدستورية الأخرى لتعزيز الدراسة وتقديم رؤية شاملة حول أهمية ‏تعديل الدستور في الحفاظ على استقرار النظام السياسي‎.‎

أهمية البحث‎:‎

تتمثل أهمية البحث في كونه يسلط الضوء على ضرورة مراجعة النصوص ‏الدستورية في العراق، وكيف يمكن أن تؤثر هذه المراجعة على طبيعة النظام ‏السياسي وعلاقته بين السلطات التنفيذية والتشريعية. ‏

يتناول الباحث أهمية التعديل الدستوري باعتباره أداة لتحسين التوازن بين ‏السلطات وضمان تعاونها بشكل فعّال، وهو أمر بالغ الأهمية في النظام ‏البرلماني العراقي‎.‎

خطة البحث‎:‎‏ مبحثين رئيسيين‎:‎

الأول يتناول ماهية التعديل الدستوري‎.‎

الثاني يركز على الجهة المختصة بإجراء التعديل والأثر الذي يترتب على هذه ‏التعديلات‎.‎

تعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل لكيفية تعامل العراق مع تحديات ‏التعديل الدستوري في إطار بيئة سياسية ودستورية متغيرة‎.‎

المصدر‎:‎

الدراسة صدرت ضمن تعاون مؤسسة النبأ مع جامعة الكوفة، كلية القانون، ‏في مؤتمر حول الإصلاح التشريعي ومكافحة الفساد الذي عقد في وقت سابق‎.‎


اضف تعليق