دعا المرصد العراقي لحقوق الانسان، اليوم الخميس، الحكومة العراقية الى انقاذ مئات الالاف من العراقيين الذين يعانون "اوضاعاً إنسانية مزرية" في مناطق سيطرة (داعش) في جنوب كركوك وغربيها، عاداً تأخر حسم معارك تحرير الحويجة بـ"لا مبرر"، و فيما طالب قوات البيشمركة بتسهيل عملية دخول الهاربين من قبضة التنظيم لمدينة كركوك، كشف عن احتجاز (داعش) لـ3000 مواطن حاول الهرب من القضاء.
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة النبأ/(الاخبار) نسخة منه، "لا يزال الآلاف من المدنيين في الحويجة يعانون من كارثة إنسانية، يصحبها صمت تام من الحكومة العراقية"، مبيناً ان "الحكومة لم تتخذ حتى موقفاً شفهياً منذ أن أصدر المرصد العراقي لحقوق الإنسان تقريره الأخير حول أوضاع الحويجة في 4 آب 2016، ولا التقرير الذي عقبه وصدر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، ولا حتى تقرير المرصد الثاني الذي انتقد صمت الحكومة تجاه الأوضاع هناك".
واضاف البيان، أن "مصادر محلية من داخل القضاء في إتصال هاتفي مع شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان، اكدت إن الطعام لم يعد موجوداً في تلك المناطق فكيس الطحين زنه (50 كغم) أصبح سعره 100 ألف دينار، وسعر كيلوغرام من السكر تجاوز 20 ألف دينار عراقي"، مبيناً ان "تأخر الحكومة العراقية في عملية تحرير القضاء، يعني أن أعداد الضحايا في تزايد مستمر، فضلاً عن المئات الذين أعدمهم التنظيم في وقت سابق، أو الذين توفوا بسبب شح الغذاء والدواء".
واشار البيان الى ان "الحكومة العراقية تتحمل مسؤولية إنسانية كبيرة تجاه المدنيين الموجودين في المناطق التي يسطير عليها (داعش)، وإن تأخرها في عمليات التحرير غير مبرر"، مبيناً ان "عدد سكان القضاء يقارب الـ 115 ألف نسمة، الآلاف منهم حاولوا الهروب من بطش (داعش)، وإما قتلوا على يد التنظيم، أو هم محتجزون لديه".
ويحتجز التنظيم بحسب المرصد نحو 3,000 شخص، كانوا ينوون الفرار من الحويجة لكن نقاط تفتيشه التي نشرها هناك أمسكت بهم ومنعتهم من ذلك.
وتابع البيان، أن "الحويجة تخضع لسيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي، وتشهد حصاراً يمنع دخول المساعدات الإنسانية من الغذاء والماء والدواء، كما أنها تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل مستمر، كما أن التنظيم قد قام بزرع الألغام في أراضي القضاء والأراضي المحيطة به لمنع المدنيين من الفرار"، مضيفاً "وبحسب إحصائيات حصل عليها المرصد العراقي لحقوق الإنسان من مصادر محلية، فإن في قضاء الحويجة يوجد 115 ألف مدني، ومنطقة الزاب 50 ألف، والعباسي 50 ألف، والرياض 84 ألف، والرشاد 36 الف، وفي داقوق 65، جميعهم يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية، تحتم على الحكومة العراقية الإسراع بتحريرهم من بطش تنظيم (داعش).
ولفت البيان الى ان "ذات المصادر تضيف أن الاطفال في القضاء أصبحوا بلا دواء ولا غذاء ولا ماء صالح للشرب، حيث عمد عناصر التنظيم، ومثلما فعلوا في الانبار، إلى تقديم المساعدات للموالين لهم فقط، وعدم الاهتمام بالذين يرفضون الانتماء لهم"، مشيراً الى ان "النازحين من قضاء الحويجة الواقع جنوب غربي محافظة كركوك، تزداد معاناتهم صعوبة عبر بقائهم لعدة أيام عند مداخل كركوك مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل أحياناً الى 50 درجة مئوية".
واكد المرصد العراقي لحقوق الانسان انه"وثق وجود أكثر من 500 مدني من أهالي الحويجة عالقين بالقرب من منطقة مكاتب خالد الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة، كما يعاني هؤلاء المدنيون من الإجراءات التي تتبعها قوات البيشمركة ومنع دخولهم لمدنية كركوك وضعف الإجراءات الحكومية لإغاثة النازحين وتوفير المستلزمات الإنسانية العاجلة لهم"، عاداً الأمر "خرقاً للقانون الدولي الإنساني والمبادئ التوجيهية الخاصة بالنزوح الداخلي". بحسب البيان.
وبين المرصد العراقي لحقوق الإنسان انه "حتى 7 آب 2016، قام تنظيم داعش بإعدام 45 شخصاً من سكان الحويجة"، متوقعا "زيادة أعداد القتلى في الأيام القادمة ما لم يتم اتخاذ إجراءات لتخفيف الوضع هناك".
وطالب المرصد "كافة السلطات بمراعاة المبادئ التوجيهية بشأن التشريد الداخلي بقرار اللجنة الدولية لحقوق الانسان 1997/39. و توجب المبادئ التوجيهية على السلطات تقديم الحماية للنازحين وحظر أي اعتداء أو اعمال عنف ضدهم ولعل الحماية الاستباقية هي افضل أنواع الحماية التي يجب العمل عليها لمنع حدوث مأساة نزوحهم"، داعياً "الحكومة العراقية ووكالات الأمم المتحدة في العراق باتخاذ الخطوات اللازمة لإعانة أهالي قضاء الحويجة والمناطق المجاورة، وإيصال المساعدات الإنسانية لهم عن طريق كسر الحصار الذي فرضه تنظيم داعش على تلك المناطق".
ودعا المرصد "القوات الأمنية العراقية الى اتخاذ جميع الإحتياطات اللازمة لحماية المدنيين المحاصرين داخل مناطق القتال، واتباع مبدأ التمييز في جميع الأوقات بين المقاتلين والمدنيين، حسمبا ورد في القانون الدولي الإنساني".
يذكر أن (داعش) استولى على مناطق جنوبي كركوك وغربيها منذ العاشر من حزيران 2014، وأن القوات الأمنية تستعد لتحريرها.انتهى/س
اضف تعليق