أعلنت الشركة العامة للموانئ التي يقع مقرها في محافظة البصرة بدء موسم تصدير التمور العراقية، وبحسب خبير زراعي فإن التمور المصدرة جميعها من نوع (الزهدي)، وانها تستخدم في صناعات غذائية.
وقال مدير قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشركة أنمار عبد المنعم الصافي في حديث صحفي، إن "الشركة اتخذت اجراءات لتسهيل اجراءات تصدير التمور العراقية مع حلول موسم تصديرها الى الخارج"، مبيناً أن "قطعاً بحرية أجنبية بدأت بنقل كميات كبيرة من تمور (الزهدي) عبر ميناء خور الزبير".
ولفت الصافي الى أن "قطعتين بحريتين خشبيتين قيد التحميل حالياً بشحنات من تلك التمور، ومن المتوقع وصول المزيد من السفن لتنقل المزيد من الكميات"، مضيفاً أن "معظم تلك القطع تنقل حمولاتها الى دولة الإمارات".
من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعيين في البصرة الخبير الزراعي علاء البدران في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العراق يصدر سنوياً كميات ليست قليلة من (الزهدي) لانها من التمور التي تدخل في صناعات غذائية، حيث منها يصنع الدبس والخل وأنواع من الكحول"، موضحاً أن "ما يشجع التجار على تصديرها هو انها تباع في الخارج بسعر أفضل من الداخل، حيث يصل سعر الطن الواحد في الخارج الى ثلاثة آلاف دولار، بينما في الداخل لا يزيد عن 300 دولار".
وأشار البدران الى أن "تمور (الزهدي) تتوفر في العراق بكميات هائلة لأن زراعة نخيل الزهدي منتشرة بكثرة في مناطق الفرات الأوسط"، مضيفاً أن "مصانع كربلاء للصناعات الغذائية كانت تستفيد من (الزهدي)، لكن في ظل ضعف الصناعات الغذائية الوطنية فإن التجار اتجهوا الى تصدير هذا النوع من التمور الى الخارج".
يذكر أن محافظة البصرة كانت حتى عهد قريب تحتوي على 140 صنفاً من النخيل من أصل 650 صنفاً في جميع المحافظات العراقية، لكن زراعة النخيل شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية تدهوراً كبيراً، حيث تراجعت أعداد النخيل من 33 مليوناً مطلع العقد الثامن من القرن الماضي إلى أقل من ثلاثة ملايين خلال المرحلة الحالية، والكثير من أشجار النخيل القائمة لم تعد مثمرة لقدمها وتضررها من جراء الحروب المتكررة، والآفات الزراعية، وظواهر الجفاف وملوحة المياه، إضافة الى موجات الحر التي عصفت بالواقع الزراعي في الأعوام السابقة، وقد إنعكس هذا الحال سلباً على تجارة التمور، بحيث أصبحت البصرة من المحافظات المستوردة للتمور ذات النوعيات الجيدة من إيران والكويت والسعودية ومصر بعد أن كانت المحافظة أكبر منتج ومصدر على مستوى العالم لأجود أنواع التمور، ومنها البرحي، الحلاوي، الخضراوي، الساير، البريم.
أما تمور الزهدي التي يتم تصديرها عبر الموانئ التجارية فهي تتميز بعدم جودتها ورخص ثمنها، حتى انها لا تطرح للبيع في الأسواق المحلية لعدم وجود من يرغب بشرائها من المواطنين، وتشكل تمور الزهدي نحو 70% من التمور التي ينتجها العراق، وهي تصنف من تمور الدرجة الثالثة، وكميات ليست قليلة منها تستخدم كعلف حيواني.انتهى/س
اضف تعليق