اصدرت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية، بيان شكرت فيه جميع المساهمين في احياء وانجاح مراسيم عاشوراء العبادية.
ودعا البيان، الذي تلقت وكالة النبأ للأخبار نسخة منه، الى "نبذ الفرقة والجدال في الصف الشيعي الشيعي".
موجهة النداء الى "المؤمنين لتوحيد الصف تحت راية الحسين عليه السلام".
وفيما يلي نص هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء نود ان نتقدم بوافر الشكر والتقدير والعرفان لكل من ساهم في احياء مراسيم عاشوراء العبادية هذا العام، والتي تميزت بسعة الانتشار والتّنظيم وكثافة الحضور والمشاركة، وكل ذلك من بركات دماء سيد الشهداء الامام الحسين السّبط عليه السلام الذي ضحّى بكل شيء من اجل حماية الدّين والكرامة الانسانيّة من عبث العابثين.
من جانب اخر فقد انشغلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي وللاسف الشديد خلال الفترة المنصرمة بإثارة النقاشات التي لا طائل من ورائها خاصة تلك التي تُثير الفتن بين المؤمنين في الوقت الذي نحن فيه الى اشدُّ الحاجة لرص الصفوف ووحدة الموقف الشيعي ونحن نواجه التحدّيات الخطيرة التي تستهدف ديننا وعقائدنا ومبادئنا، فَلَو انّهم انشغلوا بالعمل الإيجابي كنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) او التعريف بقيمِ ومبادئ النّهضة الحسينيّة الخالدة بدلاً من النقاش في قضايا خلافية يتعبد فيها كل موالي لعاشوراء طبقاً لفتوى المرجع الديني الذي يقلده ويعود اليه في مسائل الحلال والحرام وفي فروع الدّين، لكان الاستثمار أفضل بكثير لهذه المناسبة من الانشغال بالقيل والقال.
لقد علمتنا مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) كيف نحترم الرّأي والرأي الاخر بعيداً عن الطعن بالخلفيات او التّشكيك بالانتماءات والولاءات، وهو منهج يجب ان نعتمده في حواراتنا مع بعض بالدرجة الاولى لحماية وحدتنا وانسجامنا، وان شعار [الحسين (عليه السلام) يوحدنا] الذي رفع رايته هذا العام المرجع الديني الكبير سماحة ايّة الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دامت إفاضاته، يحقّق هذا المعنى بلا شك.
وبهذا الصّدد ينبغي على الموالين ان ينتبهوا للدور التخريبي للطابور الخامس الذي يسعى في مثل هذه النقاشات المثيرة للفتن الى ان يتصيد بالماء العكر لتفريق الصفوف وشحن السّاحة بالخلافات الوهميّة.
وان من الحكمة بمكان عدم الانجرار للصراعات والجدال العقيم حتى اذا رأى الانسان نَفْسه على حق، فلقد ورد في نهج البلاغة عن امير المؤمنين (ع) قوله {فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ دَيْدَناً لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ}.
نسال الله سبحانه وتعالى ان يأخذ بايدي الجميع لما فيه خير الدارين، وان يجمع شملنا تحت رايك الحسين السّبط (عليه السلام) انّهُ بالمؤمنين رؤوف رحيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واشنطن
١٣ محرم ١٤٣٨
اضف تعليق