انتقدت إدارات محافظات الفرات الأوسط، اليوم الجمعة، تلكؤ بعض الوزارات الاتحادية في تقديم الخدمات لزائري كربلاء لاسيما عملية النقل، وفيما طالبوا الحكومة المركزية بعدم تبرير هذا التلكؤ بالأزمة المالية، دعوا الزائرين واصحاب المواكب الخدمية بالحفاظِ على الأملاك العامة وعدم العبث بها.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي، في حديث لعدد من وسائل الاعلام، على هامش اجتماع محافظي محافظات الفرات الأوسط وقادة الاجهزة الامنية فيها، أن "اجتماعاً اليوم ضم محافظات بابل وبغداد والنجف وواسط والديوانية وكربلاء وجاء بهدف مناقشة واقع الخدمات المقدمة للزائرين الوافدين لأداء زيارة الاربعين في كربلاء"، مبيناً أن "الاجتماع حضره عدد من المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات واللجان الامنية والقادة الامنيين من بينهم قائدا عمليات بابل والفرات الأوسط".
وأضاف الطريحي، ان "المجتمعين اتفقوا على التنسيق والتعاون المشترك في جميع المجالات الامنية والخدمية والصحية من اجل توفير افضل الخدمات للزائرين"، مبيناً أنه "تم الاتفاق على اتخاذ مجموعة من الاجراءات منها التأكيد على مطالبة الوزارات الاتحادية برفد هذه الزيارة بمواردها الآلية ودعم عملية نقل الزائرين".
وأكد الطريحي، "وجود مشكلة في عدم توفر الوقود الكافي للآليات التي تشارك في نقل الزوار"، مبيناً أن "المبالغ التي خصصتها الحكومة المركزية لكربلاء لن تكون كافية لهذا الأمر".
ولفت الطريحي الى أن "الزيارة هذا العام فاقت كل التوقعات وبدأ الزوار يتوافدون بأعداد كبيرة على المحافظة بشكل مبكر"، مضيفاً أن "من أهم المشاكل التي عانتها كربلاء خلال الزيارات الماضية وزيارة هذا العام هو تسبب بعض المواكب الخدمية التي تفد من المحافظات الأخرى بالضرر على البنى التحتية والاملاك العامة بالمحافظة كالطرق والحدائق وشبكات الصرف الصحي وغيرها".
وتابع الطريحي أن "كربلاء وحكومتها واهلها ترحب بالزائرين ومن يخدمهم لكننا نطالبهم بالحفاظ على الخدمات والاملاك العامة وعدم العبث بها ومراعاة القيام بعمليات الجزر والطبخ في أماكن لا تسبب الضرر للمحافظة وتلوث بيئتها".
من جانبه قال محافظ بغداد، علي التميمي، في حديث لعدد من وسائل الاعلام، إن "المحافظة أكملت منذ عشرة أيام استعداداتها الخاصة بخدمات الزائرين المتوجهين الى كربلاء وأمّنت طرق سيرهم وسهّلت عمل المواكب الخدمية التي نُصبت على الطريق"، مبيناً أن "ما يقدمه اصحاب المواكب الخدمية للزوار يوفر ملايين الدولارات على الحكومة".
وأضاف التميمي، ان "هناك تلكؤاً من قبل بعض الوزارات التي كانت تشارك في عملية نقل الزائرين في كل عام ومنها وزارتا النقل والبلديات والاعمار"، مرجحاً أن "يكون سبب تلكؤ تلك الوزارتين هو عدم معرفة وزرائها الجدد بآلية العمل المتبعة في كل زيارة مليونية ونحن سنطالبهم بأداء دورهم أو مطالبة رئيس الحكومة بالضغط عليهم، ولابد أن تضغط وسائل الاعلام بهذا المجال أيضاً".
وشدد التميمي، على "ضرورة أن لا تبرر الوزارات الاتحادية تلكؤها بالأزمة المالية وعليها خدمة الزائرين بالشكل المناسب واستنفار جميع امكاناتها لذلك ومنها اساطيل الحافلات والعجلات التي تملكها"، مؤكداً أن "محافظة بغداد وبرغم الازمة المالية لكنها تشارك بجميع امكاناتها الآلية والبشرية في دعم محافظة كربلاء وخدمة زائريها".
من جهته قال محافظ واسط، مالك خلف وادي، في حديث لعدد من وسائل الاعلام، ان "اجتماع اليوم بكربلاء ناقش السلبيات التي تحدث في خدمات الزائرين خلال الزيارات المليونية ووضع الحلول المناسبة لها"، مرجحاً "دخول أكثر من ثلاثة ملايين زائر ايراني لأداء مراسيم زيارة الاربعين هذا العام، سيمر 75 بالمئة منهم عبر منفذ زرباطية الحدودي".
وأشار الواسطي الى أن "دخول الزائرين الايرانيين بدأ بوقت مبكر هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وخلال الايام الاخيرة دخل عبر منفذ زرباطية أكثر من 250 ألف زائر ايراني، كان 50 ألفاً منهم في يوم قبل أمس، وأكثر من 80 ألفاً دخلوا يوم أمس".
وكان منفذ زرباطية الحدودي مع ايران شهد العام في 2015 المنصرم، دخول نحو ثلاثة ملايين زائر إيراني لأداء زيارة الأربعين بينهم نحو 500 ألف زائر دخلوا دون تأشيرات دخول بعد حصول حالة من الفوضى والانفلات في المنطقة الحدودية نتيجة الأعداد الكبيرة من الزوار الإيرانيين وعدم قدرة السلطات العراقية العاملة في المنفذ على السيطرة عليهم.
وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرج المسلمون الشيعة من محافظات الجنوب والوسط أفراداً وجماعات مطلع شهر صفر مشياً إلى كربلاء، فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الأثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يصادف زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنوياً بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيوداً صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.انتهى/س
اضف تعليق