تعرض العراق بعموم محافظاته لمنخفض قطبي وصف بحسب مرصد جوي أوربي بـ"القوي جداً"، قادماً من سيبيريا بروسيا، اذ انخفضت درجات الحرارة الى خمس درجات تحت الصفر في محافظات بغداد وكربلاء والنجف والبصرة فيما شوهد سقوط الثلوج لأول مرة منذ عقود في عدد من المحافظات.
وكما يقال بأن الحاجة ام الاختراع فقد واجه عراقيون قسوة البرد بطرق مبتكرة لا تخلو من روح الدعابة في اداء اعمالهم اليومية، منهم من حضر مباراة كرة القدم مرتدياً "بطانية" واخر أوقد شعلة نارية جوالة على دراجته الهوائية، اما اسلوب التدفئة التي ابتكرها سائقو "الستوتات" فكانت فصلا فكاهي يسرده التقرير التالي.
عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تناقل نشطاء صور لرجل يتنقل أثناء تأديته مهامه اليومية وقد اوقد شعلة نارية من الخشب في مقدمة دراجته الهوائية في اول براءة اختراع من نوعها لمواجهه البرد في العراق لربما العالم.
فيما لم يتوانى الشاب العشريني، احمد فليح، من سكنة مدينة الصدر حضور تدريبات نادي الصناعة الواقع في منطقة البلديات وهو يرتدي "بطانية ".
ويقول ضحكا حينما سألته عن خطوته الفكاهية تلك "البطانية عملية في استحصال الدفء الذي ارغبه فالبرد قارص ولدي اصابة في مفصل الركبة يتطلب بحسب طبيبي عدم خروجي من المنزل، لكن كرة القدم تجبرني ان احضر تدريبات زملائي في النادي مع "بطانيتي".
سائقو "الستوتات" كانت ابتكاراتهم في مواجهة موجة البرد غريبة لكنها عملية، فالكل يعلم انها وسيلة نقل مفتوحة، الامر الذي دفــع احد السائقين لجلب مدفئة كهربائية مع مولدة ديزل صغيرة لتوفير قسط من الحرارة بغية جلب الزبائن وهو ينادي "داخل على التدفئة "بــ500 دينار".
عصر جليدي مصغر
وتعقيبا على موجات البرد الذي شهدها العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الاوسط على الخصوص والتي تعتبر من المناطق الاكثر حرارة في العالم حيث شهد صيف عام 2016 ارتفاع بدرجة الحرارة في منطقة الخليج العربي بضمنها العراق صنفت بالاعلى على مستوى العالم لكن ووفق التقلبات المناخية تلك قال علماء من جامعة نورثمبريا الإنجليزية إن الأرض على بعد 15 عاما من "عصر جليدي مصغر" سيتسبب في فصول شتاء قارسة تتجمد فيها الأنهار على غرار نهر التايمز.
وصنع هؤلاء الباحثون المتخصصون بدارسة الشمس نموذجا جديدا للنشاط الشمسي الذي يمكن قياسه بعدد البقع الشمسية السود- يقولون إنه ينتج "تنبؤات دقيقة غير مسبوقة".
وبحسب الباحثين فإن حركات السائل ضمن الشمس التي يعتقد أنها المسؤولة عن التسبب في دورات الطقس فيها كل 11 عاما، ستتقارب إلى درجة هبوط الحرارة بشكل كبير بحلول ثلاثينيات هذا القرن.
ووفقا للعالمة فالنتينا زاركوفا فإن النشاط الشمسي سينخفض 60% مع قيام موجتين من السائل بإلغاء فعالية بعضهما بعضا، مضيفة في عرض أمام اجتماع علماء الفلك الوطني في لاندوندو أن النتائج ستكوّن ظروف تجمد مشابهة لما حصل أواخر القرن الـ17.
وأوضحت أنه في الدورة الإحدى عشرية للشمس التي تمتد بين عام 2030 ونحو عام 2040 فإن الموجتين ستعكسان تماما بعضهما بعضا، حيث ستصلان لذروتهما في الوقت ذاته ولكن كل واحدة على نصف الكرة الآخر للشمس.
وأكدت أن تفاعلهما سيكون إما مدمرا وإما أنهما سيلغيان تقريبا بعضهما بعضا، معبرة عن اعتقاد العلماء بأن هذا سيؤدي إلى خصائص "منخفض موندير"، وهو المصطلح الذي يشير إلى انخفاض نشاط البقع الشمسية، وأطلق على الفترة بين عامي 1645 و1715 عندما شهدت أوروبا وشمال الكرة الأرضية فصول شتاء باردة جدا.
وخلال تلك الفترة الزمنية من "العصر الجليدي الأصغر" شهدت إنجلترا صقيعا، وتجمد نهر التايمز بأكمله خلال شتاء 1683-1684 لمدة سبعة أسابيع، وكان يمكن "المرور فوقه مشيا"، وفقا للسجلات التاريخية، وانتشرت حقول الثلج في أوروبا على مدار العام. كما نوه العلماء بأن ظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض لم تكن إلا ظاهرة قصيرة الأجل.
وتؤيد هذه الدراسة نتائج دراسات سابقة أكدت أنه رغم أن الشمس تقترب من نهاية الدورة الإحدى عشرية الحالية، إلا أن نشاط الشمس في طريقه إلى الخفوت بحيث قد لا تدخل في دورة إحدى عشرية جديدة، وأن الفترة المقبلة قد تشهد ظاهرة اختفاء أو انخفاض عدد البقع الشمسية السود إلى الحد الأدنى، مما يقود إلى عصر جليدي أصغر كما نوه العلماء بأن ظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض لم تكن إلا ظاهرة قصيرة الأجل. انتهى/خ.
اضف تعليق