13894

لاتزال مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الكثير من الظواهر او تسلط الضوء على حالات كانت مخفية بين المستور والمحظور، وبعد استغلال هذه المواقع للترويج للسلع والبضائع والشخصيات والمؤسسات في منافسة مع الاعلام التقليدي.

 

هل انت سيء بدروسك؟ هل سأمت من حل فروضك وواجبتك؟ الحل عند ام عباس اقوى ساحرة في الارض والبحار. اكتب اسم الاستاذ الذي تريد النجاح معه ومنشن للصديق الذي تريد مساعدته على النجاح ... وسأرسل جنود من الجن للتصرف معه.

 

هكذا خاطبت "ام عباس" الساحرة _كما تدعي_ جمهورها قرابة الخمسين الف على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتثير خلفها منشورها الالاف من التعليقات بين من مازح صديق او صديقة وبين استفزها او سخر منها.

 

"ام عباس" التي حسبما تقول انها "اقوى ساحرة في الارض والبحار" انشأت صفحة على الـ"الفيسبوك" في الرابع عشر من شهر شباط فبراير الحالي انتشر اسمها بسرعة البرق بين الشباب بسبب منشوراتها الخارقة لما يعرف عن السحرة.

 

في احد المنشورات تسأل الساحرة الافتراضية جمهورها بالقول: "هل سأمت من الذهاب الى دوامك؟ هل تعبت من حل فروضك المدرسية؟ الحل عند ام عباس اقوى ساحرة في الارض والبحار"، وتضيف "سأقوم بإرسال جني يشبهك تماماً ليذهب ويداوم عنك، بينما انت تبقى بالسرير مرتاحاً".

 

من بين الاف التعليقات كتب ارشد ماجد ( في الفيسبوك Arshad Majid) قائلا: "لا اريد جني يداوم بمكاني اني شرطي بس راح ينعل والد الجني بل واجبات", فيما قال الاء اياد العذاري "الف رحمة على والديج على هاي الشغلة ما بيه حيل اروح للدوام، خلي جني يروح بمكاني بس اريده يصير عاقل وحباب مو يسوي طلابه بالدوام". اما ابو سكندر المعلة المقاتل في الحشد الشعبي والمتواجد على حدود تلعفر فقال: "عليج الله ام عبوسي مليت من الموصل ودي جني بدالي يكعد عالساتر".

 

ام عباس لم تكف بالشأن الاجتماعي بل وصل الى ان خيّر جمهورها الرياضي بين فوز نادي برشلونة الاسباني او باريس سان جيرمان الفرنسي في مباراتها التي اقيمت على ملعب النادي الفرنسي "حديقة الامراء" الاسبوع الماضي، كتبت تقول: "هل تريدون مني ان اجعل برشلونة تفوز على باريس سان جيرمان؟

 

ام تريدون مني ان اجعل باريس سان جيرمان تفوز على برشلونة؟ سأعتمد على اكثر نسبة تصويت". ورغم تصويت الاغلبية على الطلب بفوز النادي الاسباني والقسم عليها بابنها "عباس" الا ان نضيره الفرنسي استطاع الفوز بسهولة بأربعة اهداف تاريخية.

ولكي تثبت "ام عباس" لجمهورها انها ساحرة حقيقية كتبت هذه الخلطة: "احظر حرباية حولة ووبرة من رأس قطة مقملة ونص اصبع ضفدع مكتئب وجناح من فراشة ارملة وشعرة من رأس الدكتور يلي بدك تنجح بمادتو واغليهن لمدة نص ساعة واشرب المزيج وصحتين وهنا علامة الـ 98".

 

ختاما نقول ما "ام عباس" او غيرها من العشرات من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الا نتاج لثقافة هزيلة لدى الكثير من مرتادي هذه المواقع واستغلالها من المتصيدين لمشاعر الناس وفطرتها.

 

ان من عمل هذه الصفحة هو شخصية وهمية حتى في الواقع تقنع بهذا الاسم لكي يستغفل الكثير لجذبهم لصفحة استغلت صور وفيديوهات نشرتها مواطنة عراقية عائدة من المهجر بعد عقود، احبها الناس بسبب بشاشة وجهها وروحها التي تطبعت بطباع المدنية وحرية التعبير عن المشاعر والتصرف بتلقائية غير مقنعة بالأقنعة الدينية والقبلية.

 

المواطنة بسمة ابراهيم "ام هند" تفاجأت بوجود فيديوهاتها وهي تزور اقاربها وبعض المؤسسات والمواقع في العراق في صفحة "ام عباس" التي اتخذ صاحبها شخصية "بسمة ابراهيم" لباسا له.

 

ابراهيم كتبت على صفحتها رافضة التحدث اكثر انه "جاءت الصدمة الكبرى هو اصحاب النفوس الضعيفة وشعلة ام عباس والكلام الفارغ وعالم السحر!! أرجو المعذرة وسامحوني".

 

لا نملك الا ان نقول ان الانفلات الافتراضي لا يمكن ان يتوقف بقرار حكومي بل بضمير حي لدى الناشر والمتفاعل مع المنشور وان احترام خصوصيات الناس اهم من ملايين الإعجابات. انتهى. 

اضف تعليق