يقال سابقا ًبأن مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ، فالتساؤل المطروح الان هل مازالت هذه المقولة واقع ام أصبحت من الماضي؟ بعد ان تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا ً لبحوث وتقارير اعدها طلبة جامعيون وقد ملأت حاويات القمامة في احدى أعرق الجامعات العراقية التي لم نتطرق للإفصاح عن عنوانها تكريما لتاريخها العلمي .
التعليقات على الصور عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي بعضها تهجم على أسلوب التعليم العالي في العراق ، فيما وجه اخرون اصابع الاتهام صوب الأساتذة معتبرين تلك الاجراءات استهانة بجهود الطلبة ، والبعض الاخر قلل من اهمية تلك الخطوة بعبارة "كلها كوبي بيست ".
احد الطلبة علق بالقول "الصراحة ما تعبت بحث التخرج دفعت 65الف يعني "كوبي بيست " وخلصت من عنده لان ادري بهذه النتيجة النهائية لو وره سنه يضاف عليه تعديلات ويباع من قبل بعض الأساتذة".
معلق اخر غرد عبر توتير بالقول :كان الله في عونك يا عاصمة العلم و المعرفة .. قلبي حزين على ما أصابك ؛ وكأنني أرى نهري دجلة والفرات قد إزر ورقا بحبر كتب مكتباتك عندما ألقى بها هولاكو ما خطته أيادي العلماء .. انا لله وانا اليه راجعون
فيما اتهم احد المعلقين وزارة التعليم العالي واصفا رعايتها لنظام التعليم في العراق بالفاشل ويقول :يفترض ان تراعي الوزارة اسس التعليم للكليات عامة بان تكون النسبة الاعلى من حصة التطبيق العلمي لا النظري ، متسائلا ما الفائدة من وضع ثمان مواد عامة خمس منها ثانوية بعلمية قليلة جدا. مشبرا الى ضرورة التركيز على الجانب العلمي وتهميش النظري بدل ان تكون النهاية في سله المهملات .
ووصف أخر بعض الأساتذة الجامعيين بأعداء النجاح ويقول: بعض الاساتذة يتعمد تلك التصرفات لكي لا يظهر جيل افضل منهم بكل شيء والابقاء على التعاليم القديمة المتهالكة ومحاربة الطالب نفسيا ومعنويا عندما يرى مجهوده في حاويات القمامة.
دكتور قحطان حسين التدريسي في جامعة بابل عقب على تلك الحالة بالقول أن "ظاهرة اهمال بحوث التخرج تعكس عدم جدية القائمين بكتابتها من الطلبة وبدرجة اقل الاساتذة.. فالنسبة الاغلب من بحوث التخرج يتم انجازها اما بالاقتباس من الكتب او الانترنت او بمساعدة احد اصدقاء او اقرباء الطالب وعادة ما تفتقر هذه البحوث الى المنهجية العلمية عند كتابتها ".
فالطلبة باستثناء القلة لا يجهدون انفسهم ويعتبرون كتابة البحث شيئا روتينيا ..لذلك يسعون للحصول على البحث باي طريقة كانت. كما انهم لا يلتزمون بتوجيهات الاستاذ المشرف . وبالنتيجة يسلم الطالب البحث الى القسم العلمي في الكلية وهو دون المستوى المطلوب .
واضاف: لوكالة "النبأ للأخبار "عندما كانت القيمة العلمية غير متوفرة في هذه البحوث ..فأنها تهمل لأنها عبارة عن فقرات منقولة وليس فيها افكار جديدة ".
وتابع :للأسف فان الانطباع السائد هو ان نسبة قليلة جداً من بحوث التخرج جديرة بالاهتمام ويتم الاستفادة منها.
اما دور الأساتذة في ترصين هذه البحوث بحسب حسين فهو مرتبط بالوضع العام الذي تسوده المجاملات والتوصيات والضغوط الهادفة الى التخفيف عن الطالب بحجة ان ظروف الطالب لا تسمح بكتابة بحوث مميزة ورصينة.انتهى/س
اضف تعليق