طالب المحلل العسكري والفريق المتقاعد، وفيق السامرائي، اليوم السبت، الحكومة بالموافقة على اجراء استفتاء انفصال اقليم كردستان، وفيما أشار الى ان الاوضاع الدولية لا تشجع على الانفصال، رأى ان رئيس الاقليم مسعود بارزاني سيهرب في النتيجة "كما هرب والده من قبل".
وقال السامرائي، في منشور له على صفحته في فيسبوك، بعنوان (الاستفتاء وأوهام إمارة مسعود.. وفي مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات سقطت الموصل)، "قبل خمسة أشهر من سقوط الموصل كانت صورة المؤامرة واضحة ووجهت تحذيرا تلفزيونيا الى المحافظ وغيره من أن الموقف في الموصل سيكون أسوأ وأخطر مما هو في الأنبار بـ 100 مرة، لكن المؤامرة كانت كبيرة إقليمية ومحلية وحتى الذين ينتقدون الآن لم يبادروا بشيء، ومعظم المعنيين كانوا منشغلين بالمصالح الخاصة والحزبية، ومعظم الكل شركاء في ما حدث".
وأضاف، ان "تصرفات مسعود (رئيس اقليم كردستان) وسلوكه وتصريحاته (ومن بينها مصطلح حدود الدم)، والاتصالات التي كان يجريها ضباط ركن بعثيون كبار يقيمون في أربيل ومنها حصل معنا شخصيا، تدل، إن لم نقل تعطي دليلا قطعيا، على ضلوعه في المؤامرة".
وأوضح السامرائي، انه "لم تكن في تلك المرحلة طائرات لدى العراق وتوسط ابو مهدي المهندس (نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي) لدى إيران وجلب (5) طائرات سوخوي وباشرت بالقصف، ومع تشكل الحشد الشعبي ودعوة المرجعية العليا وتلبية الشباب للنداء، وتنشيط دور مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة، تم احتواء تهديد الدواعش الذين وصلوا الى اطراف بغداد، وتذكرون دورنا في التصدي الإعلامي من خلال الظهور التلفزيوني يوميا وتأكيدنا على أن بغداد (عصية) عليهم وسيتم دحرهم، وسامراء عصية رغم جبن وتخاذل كثير من السياسيين".
وتابع انه "بعد ثلاث سنوات من التآمر يصر مسعود على إجراء الاستفتاء على الانفصال عن العراق بدفع بعضه (خليجي) متوهما تمام الوهم، فلا الموقف الأممي ولا الإقليمي المباشر يسمحان بذلك، وما يراه من ضعف في مركزية الحكم يمكن أن تتغير معطياته تجاهه وتجاه الحكم نفسه".
ورأى ان "الطمع في كرسي الحكم وأوهام التحالفات الحزبية لا ينبغي أن تقود الى الاتفاق بأي شكل مع شخص جُبِلَ على الغدر، فمن يتحالف معه من عرب العراق يرتكب خطيئة لا تغتفر، وقصة التنسيق الناجح من قبل الحكومة مع رئاسة الإقليم هراء محض".
ووجد ان "الاعتراض الأميركي على الاستفتاء لا يؤخذ به في ظل اضطراب سياسي داخلي وخارجي أميركي وطمع في ثروات الآخرين، لكن الموقف الإقليمي مستفز تماما من تصرفات مسعود، وستكون ردودهم خارج نطاق السيطرة".
وأكد السامرائي ان "معظم العراقيين يريدون التخلص من وجع رأس التهديد بالانفصال الكردي، لكن المشكلة أعقد كثيرا من جرة قلم واتفاق، وقصة الحدود بالغة التعقيد وستقود الى مواقف خطيرة للغاية".
وقال "مع احترامنا الكامل والصادق للحقوق المشروعة للأخوة الكرد (كاملة)، فإن مسعود يجرهم الى وضع خطير في ظرف مضطرب وملتهب، وعلى بغداد أن تدع مسعود (يستفتي) وأن تتصرف هي ضمن حدود المحافظة على المصالح العليا، وألا تخضع الحكومة لتجاوزاته".
وأشار الى انه "في النتيجة سيعود الى بغداد خاسرا فاشلا مضطرا وعندئذ حسابوه على كل قطرة دم تسبب فيها، أو سيهرب، نتيجة تدخلات إقليمية، كما هرب والده عام 1946 بعد فشل جمهورية مهاباد". انتهى /خ.
اضف تعليق