ظاهرة عراقية لا يتشارك فيها اي شعب آخر من شعوب الأرض، فقط يمتاز بها العراقيون، ففي الأول من تموز تستطيع أن تقول لأكثر من نصف العراقيين (عيد ميلاد سعيد!)، لأن دفتر نفوس معظم العراقيين يحمل تاريخ تولد 1/7
يقول عضو الحكومة المحلية في بغداد سعد المطلبي، إن الدوائر الخدمية التي تقدم خدماتها للمواطنين على أساس تاريخ الميلاد تشهد ضغطا كبيرا في الشهر السابع من السنة.
ففي الأول من تموز/يوليو، يحتفل أكثر من نصف العراقيين بعيد ميلادهم حسب ما تفيد به سجلات دائرة الأحوال المدنية العراقية في إحصائها عام 1957، إذ كان العراقيون قبل هذه الفترة يتفادون تسجيل مواليدهم من الذكور في دائرة الأحوال المدنية لتجنب تعريضهم لمخاطر الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، فكان يسجل أكثر من شخص على اسم واحد فقط يؤدي الخدمة الإلزامية بالنيابة عن الباقي.
وفي البلد الذي يحتفل نصف سكانه بعيد ميلادهم في يوم واحد، تشهد مؤسسات خدمية كثيرة إقبالا كبيرة قوامه الموطنون من مواليد هذا اليوم، ناهيك عن المشاكل التي تواجهها عند إصدار الهويات وجوازات السفر، كما قال عضو الحكومة المحلية سعد المطلبي.
ففي مثل هذا اليوم من كل عام، الأول من تموز، تحتفل أغلب العائلات العراقية بأعياد ميلاد الاباء والأجداد، حيث اعتبرت دائرة الأحوال المدنية العراقية في عام 1957 أن الأول من تموز يوم ميلاد أي شخص عراقي لم يتم تسجيله في دائرة النفوس العراقية قبل ذلك التاريخ، ونسى ذووه يوم مولده.
مأمور النفوس
ويمثل مثل هذا اليوم الميلاد الرسمي (غير الحقيقي) لملايين العراقيين الذين قدموا إلى الدنيا قبل عدة عقود، واضطروا إلى اختيار هذا التاريخ لجهل آبائهم بموعد ميلادهم الحقيقي.
وعن الاسباب التي دفعت الحكومة العراقية آنذاك إلى تسجيل أعداد كبيرة من العراقيين في هذا التاريخ، قال المفكر وباحث الاجتماع العراقي، فالح عبد الجبار، أن "عيد ميلاد نصف الشعب العراقي ممن ولدوا عام١٩٥٧يوم قرر مأمور النفوس ان يحل عقدة تاريخ الميلاد فأدرجت كل ما لديه بتاريخ الاول من تموز".
الخدمة الإلزامية
بالمقابل، يذهب باحثين اجتماعيين الى أن الاسباب التي دفعت الى تسجيل مواليد معظم العراقيين في الاول من تموز، يرجع الى أن العراقيين قبل إحصاء سجل الأحوال المدنية عام 1957 كانوا لا يسجلون مواليدهم من الذكور خشية إلحاقهم بالخدمة العسكرية الإلزامية لكثرة الأرواح التي حصدتها آنذاك، فكان يسجل أكثر من مولود باسم واحد ليؤدي أحدهم الخدمة الإلزامية بالنيابة عنهم جميعا.
وعندما أجري إحصاء عام 1957، والذي استدعى الاستعانة بخبرات أميركية في حينها، ترك ملايين العراقيين خانة اليوم وشهر الميلاد فارغة، ما دفع دائرة الأحوال المدنية لتوحيد المواليد المجهولة تحت تاريخ الأول من تموز.
مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي، كان له الدور المثالي في التنبيه الى اعياد ميلاد مشتركيه في هذا اليوم، فلا يمر يوم الا ويذكرك "فيسبوك" بموعد عيد ميلاد عدد من اصدقاء صفحتك، اذ يشجعك على كتابة تهنئة على جداره الازرق، او الذهاب بعيداً لإرسال ملصقات المليئة بالورود و "الكلايش" المعروفة.
وفي هذا اليوم، المصادف غرة شهر تموز، وعلى غير العادة تذكرني ايقونة المناسبات الحمراء، اعلى يسار صفحتي الشخصية في فيسبوك، بوجود مئات الاصدقاء ممن يحتفلون بعيد ميلادهم.
والمفارقة أن المولودين في هذا اليوم، تلقوا تهاني بصورة جماعية من قبل اصدقائهم، اذ يتعذر تقديم التهاني بشكل منفرد لكل واحد من المحتفلين.
وبفعل "السوشيال ميديا" اصبحت المعايدة بعيد الميلاد طقسا شبه يومي للكثير منا. اذ نحرص على تقديم التهاني للاصدقاء القريبين او حتى الابعدين، كمجاملة لا مهرب منها لان تهم "النرجسية" و "التعالي" ستلاحقك اذا ما اهملت هذا الواجب "الفيسبوكي".
عيد الآشوريين
يشار الى أن الأول من شهر تموز يُعتبر عيداً قومياً للأشوريين من سكان العراق وبلاد الشام، ويهدف الحدث عن هذا اليوم من أجل تسليط الضوء على حق الآشوريين في العودة إلى وطنهم، والتأكيد على حقوقهم في العيش في سلام وأمان في بلدهم، من خلال تطبيق قانون حقوق الإنسان العالمي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تؤكد على حق العودة للاجئين. انتهى /.
اضف تعليق