دأب مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية في كربلاء المقدسة على مُناقشة أهم القضايا العراقية والعالمية (أسباب وتداعيات ونتائج وحلول) ضمن ملتقى النبأ الفكري الإسبوعي له والذي تستضيفه مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في المحافظة.
وفي ملتقى هذا الإسبوع قدّم الباحث في المركز الدكتور حسين السرحان ورقته البحثية تحت عنوان (مُستقبل القوى السنّية بعد داعش) لمناقشتها مع عدد من الحقوقيين والباحثين الأكاديميين والإعلاميين والمهتمّين بالشأن العراقي.
وقال السرحان لمراسل وكالة النبأ للأخبار، إن "إشكالية النظام السياسي بعد 2003 الذي بُني على أساس المحاصصة وأصبح الهم الأكبر للقوى السياسية التي تشكّلت على أساس طائفي بسبب عقود من المظلومية والتوتّر الخفي هو حصولها على المكاسب وتحقيق المصالح الحزبية والطائفية وحتى الشخصية".
مضيفاً "تعود هذه المشاكل بجذورها الى العام 2003 على الأقل عندما أعادت الولايات المتّحدة وحلفاؤها هيكلة نظام الحكم في العراق، وقد تميّزت عملية (الدمقرطة) بظهور سياسة الهوية التي صنّفت السكان وفق خطوطٍ طائفية، فكان النجاح يتوقّف على تمثيل الطائفة أو العرق لا على المعتقد الإيديولوجي أو أي مؤشّر آخر يستند الى قضية بعينها، وكما يقول النائب السابق لمحافظ صلاح الدين (سبهان الملا جياد): تمّ إبلاغ الزعماء الشيوعيين أنّهم أصبحوا الآن زعماء سنّة".
وأوضح السرحان "منذ العام 2003 مرّت زعامة العرب السنّة والسكان بدورات من الإنخراط وعدم الإنخراط مع الحكومة المركزية، لكن هذا تمّ على حساب مكانتهم حين شارك الشيعة خصوصاً والأكراد بصورة كاملة وحصدوا فوائد ذلك".
مبيّناً إنّ "هناك عوامل تُؤثّر في مُستقبل القوى السياسية السنية منها عوامل داخلية وأقليمية وأخرى دولية، فالسنّة يفتقرون الى هيكل قيادي واضح، ونتيجة لذلك فهم يُواجهون في العراق معضلة فقدان الثقة السياسية والتمثيل، وهم لا يثقون بالحكومة المركزية التي يقودها الشيعة ويجاملها الأكراد، ولا يعتقدون أنّ بغداد تُمثّل مصالحهم أو رفاهيتهم". انتهى /خ.
اضف تعليق