جزيرة صغيرة لا تتعدى مساحتها 549 كيلومتر مربع، ويسكنها نحو 170 ألف نسمة، لكنها محور التوترات في معظم العالم، وقد تكون سببا في الحرب العالمية الثالثة أو حتى نهاية العالم.
لا يذهب ذهنك إلى بعيد وتفكر كثيرا، فتلك الجزيرة، هي جزيرة "غوام" التي تقع في المحيط الهادئ، ويتواجد فيها واحدة من أهم القواعد البحرية والجوية الأمريكية.
ومنذ عقود طويلة وحتى الآن، كانت تلك الجزيرة، هي مسرح التوتر الدائر ما بين الولايات المتحدة، وكافة منافسيها سواء الاتحاد السوفيتي سابقا، أو كوريا الشمالية حاليا.
وحذرت كوريا الشمالية، في صباح اليوم الأربعاء 9 أغسطس/آب، من أن جزيرة "غوام" باتت هدفا عسكريا لبيونغ يانغ، ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي قال إنه في حال شكلت كوريا الشمالية تهديدا "نوويا" لأمريكا فإنه سيصلون "نارا وغضبا" ليس له مثيل من قبل.
ونشرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية تقريرا حول سر تلك الجزيرة، وتحولها إلى محور كافة التوترات العالمية.
أسباب جغرافية
تقع جزيرة "غوام" غرب الشريط الساحلي المطل على المحيط الهادئ، وهي بحجم ولاية "شيكاغو" تقريبا.
وتعد "غوام" أقرب مكان يربط كوريا الشمالية بالولايات المتحدة، حيث أنها تبعد بنحو 2200 ميل جنوب شرق كوريا الشمالية.
ويسيطر على الجزيرة الجيش الأمريكي، رغم أنها أقرب إلى الصين واليابان والفلبين منها إلى السواحل الأمريكية، لكن الولايات المتحدة اتخذتها قاعدة استراتيجية لها لتشكل دعما لوجيستيا استراتيجيا لقواتها في شبه الجزيرة الكورية.
واستولت الولايات المتحدة على "غوام" عام 1898، بعدما كانت تحت السيطرة الإسبانية، خلال الحرب الإسبانية الأمريكية.
واستولت اليابان على الجزيرة لمدة عامين ونصف العام تقريبا، خلال الحرب العالمية الثانية عام 1950، لذلك منحها الكونغرس الأمريكي شبه حكم ذاتي محدود.
تنتخب الجزيرة الصغيرة حاكما وهيئة تشريعية صغيرة، وتمتلك مندوبا غير مصوتا في مجلس النواب الأمريكي، ولكنها في المقابل، لا تدفع ضرائب الدخل الأمريكية، ولا يصوت سكانها في الانتخابات العامة لاختيار رئيس الولايات المتحدة، ولكن مواطنيها هم مواطنون أمريكيون يحملون الجنسية الأمريكية.
تاريخ محفوف بالخطر
وتمتلك "غوام" تاريخا مليئا بالمخاطر والحروب، حيث لعبت دور البطولة في حرب فيتنام، حيث شكلت طائراتها نسبة 30% من غارات الولايات المتحدة على فيتنام.
كما نقلت أمريكا إلى الجزيرة الآلاف من مشاة البحرية "المارينز" لحماية منظومة الدفاع الأمريكية الجديدة "ثاد".
كما كانت دوما الوسيلة التي تستخدمها الولايات المتحدة لاستعراض القوة على منافسيها في شبه الجزيرة الكورية، حيث أطلقت الشهر الماضي مرتين قاذفات قنابل أسرع من الصوت، ردا على اختبارات بيونغ يانغ لصواريخ باليستية عابرة للقارات.
استياء شعبي
وأبدى سكان "غوام" في كثير من الأحيان استيائهم من الوجود الأمريكي على أراضيهم، ومما يصفوه استغلال الولايات المتحدة لهم من دون منحهم كامل حقوقهم كمواطنين أمريكيين.
وأبدى الكثير من سكان "غوام" مقاومة للوجود العسكري الأمريكي، خاصة وأنه يعوق أحد أهم مصادر الدخل بالنسبة لهم وهي "السياحة".
ولا يزال سكان الجزيرة الأصليين من عرق الشامورو يقطنون الجزيرة منذ أكثر من 4 آلاف عام، ويجمع سكانها في الحديث بين اللغة الإنجليزية والشامورو.
أما عن التهديدات الأخيرة لجزيرة "غوام"، فقال المتحدث باسم الهيئة التشريعية للجزيرة الصغيرة، بنجامين جيه كروز لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إنه يأمل أن تتمكن الجزيرة من الدفاع عن نفسها في حالة وقوع هجوم كوري شمالي.
وقال كروز: "إننا نصلي من أجل أن تتمكن الولايات المتحدة ونظم الدفاع الصاروخية من حمايتنا، إنها تهديدات مثيرة للقلق، فهذا أمر يجبرنا على التوقف والصلاة من أجل سلامة شعبنا".
ومن جانبه خرج حاكم "غوام"، إدي كالفو، في رسالة فيديو مدتها دقيقتان لسكان الجزيرة الصغيرة، قال فيه: "أريد أن أؤكد أننا على استعداد لأي احتمال". انتهى/خ.
اضف تعليق