ضربة قاضية ثنائية الابعاد واجهتها ميزانية الاسر العراقية خلال شهر ايلول الحالي، حيث استهل بدايته عيد الاضحى المبارك وما ترتب عليه من شراء لملابس العيد وملاهي الاطفال وبرنامج الزيارات العائلية، فيما يختتم الشهر الحالي أيامه الأخيرة باعلان بداية العام الدراسي الجديد ولوازم الدراسة من ملبس وقرطاسية ودروس خصوصية كلها استعدادات دفعت الكثير من الاسر لإعلان حاله وفاة الراتب الشهري بأزمة مالية متعسرة.
يقول احمد سلام بسخرية وهو اب لثلاثة ابناء اكبرهم علي ذو الأربعة عشر عاما واصغرهم ميار بنت الخمسة اعوام بأنه "اشهر افلاسه هذا الشهر فموسم العيد والعام الدراسي الجديد أستنفذ ميزانيته التي تعاني من ازمة تقشفية حادة".
وتحدث سلام لمراسل وكالة النبأ للأخبار، ان "العيد يتطلب ملبس يختلف عن العام الدراسي، (...)، اولادي لم يعوا بعد ما تعنيه ازمة اقتصادية، فالتنافس بين اصدقائهم يضعني امام حرج شديد فاضطر لتلبية طلباتهم بفارق ثلاث اضعاف راتبي الشهري الذي لا يتجاوز الــ400 الف دينار".
فيما طالبت ام مروة وهي ارملة وام لبنتين وزارة التربية بتوزيع القرطاسية بوقت قريب على الطلبة ليتسنى للأسر المحدودة الدخل تجنب الخوص بحرب القرطاسية مع الاطفال".
اما فراس الربيعي عامل بصفة الاجر اليومي يعتبر أن "الاسر المحدودة الدخل مسؤولية الحكومة واصحاب القرار في الدولة"، وركز في حديثه على ضعف دور وزارتي التربية والتعليم في توفير المستلزمات المدرسية حيث اعتادت بحسب قوله على تسليم الطلبة للقرطاسية والكتب الدفاتر الدراسية بعد عده اشهر على بداية الموسم الدراسي.
جولة بسيطة في اسواق العاصمة بغداد لسوق الملابس المدرسية يلاحظ ارتفاع غير مبسوق للأسعار دون رقابة حكومية تسيطر على وحش الجشع لدى التجار بدأً من الصداري المدرسية حتى الاحذية مروراً بالحقائب ومستلزمات القرطاسية، فالمراقب لحركة الاسواق يلاحظ بتخمين افتراضي لو أن إحدى الأسر لديها 3 أطفال أحدهم في المرحلة الابتدائية وآخر في المتوسطة والأخير في الاعدادية تكون كلفة كسوتهم بالملابس المدرسية بأدنى حد ونوعية سيئة مع الحقائب ودون مستلزمات أخرى من القرطاسية، حوالي 150 ألف دينار، بينما قد تصل مع القرطاسية إلى حوالي الـ 200 ألف دينار.
وفي تعقيب على موضع تقريرنا حول ارتفاع الاسعار وتبعياتها المضرة لميزانية الاسر يقول الاقتصادي صالح الهماشي ان "متطلبات العصر وتطوره فاقمت من ازمة الاسعار وزيارة حجم المشتريات فبعد مواكبة الموضة في الملبس وما يتبعها من مظاهر ينسحب العالم اليوم بحكم الانفتاح التقني على القرطاسية المدرسة، هذا العالم الذي يرتاده طلاب المدارس الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 17 عاماً، ولا تقل عن 6 سنوات، والذي اصيب بلعنة المظاهر والتقليد والماركة المستحدثة على المواطن العراقي لم تعد أسعاره في متناول جميع الأسر وخاصة البسيطة الدخل".
ويضيف الهماشي أن "عجز وزارة التربية في تجهيز طلبتها بالمستلزمات الدراسية وان وفرتها فهي تختار الاسوء من حيث النوعية بالدرجة التي تفقد الطلبة وذويهم من جدواها مع عام دراسي طويل، فان الكثير من الطلبة يرهقون أسرهم بشراء افخر الحقائب واجمل الدفاتر من باب التباهي والمتضرر الوحيد هو ولي الأمر، الذي يقع ضحية أمام عجزه عن رفض طلبات أبنائه مهما بلغ ثمنها ما يثقل كاهله ويكبده مبالغ طائلة". انتهى/خ.
اضف تعليق