نشرت صحيفة ديلي تلغراف في عددها الصادر، اليوم الجمعة، تقريرا كتبته جوزي إنسور من العراق، تتحدث فيه عن الصدمات النفسية التي يتعرض لها أطفال العراق بسبب الحرب.
وتروي الكاتبة في تقريرها قصة أمينة التي تقول إنها كانت قرة عين أبيها محمود في مدينة الموصل.
وكانت أمينة أصغر أخواتها وأقربهن إلى والدها. وذات يوم من أواخر شهر آذار سقطت قذيفة ألقها تنظيم "داعش" على بيتهم، وكان محمود في باب البيت وأصيب بشظايا في اخترقت صدره ووصلت إلى قلبه.
وتنقل الصحفية عن أم أمينة أن محمود نادى، هو يصارع الموت ابنته أمينة، فاقتربت منه وهو يسبح في دمائه ثم نقل إلى مصحة لم يكن فيها لا أدوية ولا تجهيزات طبية، وبقي أياما بلا علاج ثم فارق الحياة.
وتضيف الكاتبة أن العائلة هربت من الموصل مع اشتداد المعارك في المدينة، ووصلت إلى مخيم على بعد 20 كيلومترا، ولكن أمينة فقدت القدرة على الكلام تماما، وأصبحت تعيش في عزلة تامة عن أخواتها، وعندما يحاول أفراد عائلتها الحديث إليها تصرخ وتطلب منهم أن يتركوها لوحدها.
وتعتقد الأم أن أمينة تنعزل عن العائلة لقضاء الوقت الذي كانت تقضيه مع والدها قبل أن يفارق الحياة مصابا بشظايا القذيفة التي سقطت على البيت في الموصل.
وتقول الكاتبة إنها زارت أمينة في الخيمة التي تقيم بها عائلتها وقدمت لها الحلوى التي يلتهمها الأطفال بشراهة ولكن أمينة نظرت إليها وجلست قرب أمها بفتور وأطرقت برأسها، وعبثا حاولت الأم أن تجعلها تبتسم أو تضحك مثل أخواتها. وقالت إنها لم ترها ابتسامتها منذ أربعة أشهر.
وبدأت أمينة تزور مركزا للرعاية النفسية تديره منظمة خيرية في المخيم، الذي يعيش فيه نحو 50 ألفا من سكان الموصل.انتهى/س
اضف تعليق