كشف صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير لها نقلا عن مصادر عراقية تأكيدها تسليم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اقتراحا لرئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته الاثنين لبغداد.
وتقول الصحيفة في تقريرها انه خلافاً لما كان مخططاً له، غادر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، العراق، من دون أن يزور إقليم كردستان، الذي كان قد أعلن أنه سيزوره في إطار "وساطة تركية" لحل الخلاف المستمر بين بغداد وأربيل، منذ إجراء الأخيرة استفتاءً للانفصال عن العراق في شهر أيلول الماضي. ذلك أن انطلاق معركة عفرين في الشمال السوري غيّر بعضاً من جدول أعمال الزيارة، ليصبح عنوانها: "زيارة مستجدة نتيجة لظرف طارئ".
واضافت انه كان لافتاً عدم تطرق الوزير التركي إلى الأزمة الكردية في بلاد الرافدين خلال اجتماعه مع نظيره إبراهيم الجعفري، ومع رئيس الوزراء حيدر العبادي، ما خلا تصريحات "عابرة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة قولها أن "زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان، نجيرفان البارزاني، للعاصمة الإيرانية طهران، وقبلها إلى بغداد حيث التقى العبادي، دفعت الوزير التركي إلى إلغاء طرح (وساطته) أولاً، وزيارته لأربيل ثانياً".
ونقلت أيضا عن مصادر قالت إنها من حزب الدعوة الاسلامية قولها أن "جاويش أوغلو حمل إلى العبادي (عرضاً) يرتكز على دخول العراق في (تحالف في صدد التشكيل يجمع أنقرة وطهران ودمشق لمواجهة التحديات الراهنة)".
ورأى مصدر قيادي في الحزب وفق ما ذكرته الصحيفة أن "ثمة مؤشرات على تشكل تحالف مضاد للتحالف القائم بين واشنطن والرياض وأبو ظبي، إلى جانب قوى أخرى في المنطقة، لمواجهة التمرد الكردي"، مضيفاً أن جاويش أوغلو حاول تذكير العبادي بـ"سياسات السعودية ومواقفها من العراق طوال المرحلة الماضية".
ولفت المصدر إلى أن الضيف التركي ذكّر العبادي أيضاً بموقف بلاده "الحازم" تجاه قضية الاستفتاء، واتخاذ أنقرة سلسلة خطوات وإجراءات ضد الإقليم بعد ساعات من إجراء أربيل الاستفتاء، "الأمر الذي أدى إلى تعزيز موقف بغداد بشكل كبير".
وتابع المصدر أن "عرض جاويش أوغلو حمل جملة مغريات، كان في مقدمتها انسحاب القوات التركية من معسكر بعشيقة (شرقي مدينة الموصل) قبيل إجراء الانتخابات النيابية (المقرّرة في 12 أيار المقبل)"، في محاولة على ما يبدو لترغيب العبادي؛ على اعتبار أن خطوة كهذه ستصبّ في رصيده الانتخابي والشعبي، وستنعكس بقوة في صناديق الاقتراع.
وتضمن "العرض" أيضاً، وفق مصدر الصحيفة "مضاعفة الإطلاقات المائية، وإعلان تجميد العمل في سد إليسو التركي، استجابة لمخاوف العراق"، خصوصاً أن معضلة الشحّ المائي بدأت بتصدّر المشهد الاقتصادي في البلاد، مع الانخفاض الملحوظ لمستوى المياه في نهرَي دجلة والفرات.
وأفاد المصدر، كذلك، بأن العبادي قابل "العرض التركي" بالركون إلى "الصمت"، من دون أن يمنح ضيفه أي إجابة نهائية، أو أن يقدم شروطه بشأن الانضمام إلى "التحالف" المفترض، متوقعاً أن يدرس العبادي هذا الطلب "دون أن يقدم على خطوات تجرّ العراق لسياسة المحاور".
واستبعدت مصادر أخرى مقربة من رئاسة الوزراء في وجود عرض كهذا، فيما ذهبت مصادر أخرى إلى نفي "هذه الواقعة جملةً وتفصيلاً"، وإن وافقت على جزئية واحدة منها تتصل برفض العبادي الاصطفاف في أي محور، فـ"سياستنا المعتمدة أن لا ندخل في أي محور نزاع في المنطقة" وفق ما نقلته الصحيفة.
وأوضحت المصادر نفسها أن زيارة جاويش أوغلو هدفت إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، حيث استضافت بغداد الاجتماع الأول للمجلس المشترك، بحضور عدد من وزراء الطرفين، على أن يعقد قريباً الاجتماع الثاني في العاصمة التركية، أنقرة. انتهى /خ.
اضف تعليق