عد الكاتب الصحفي علي الطالقاني، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يستغل الامكانيات المتوفرة له خلال حملته الانتخابية التي تزعم فيها قائمة النصر، اذ حصلت القائمة على المرتبة الثالثة في تسلسل القوائم الفائزة في الانتخابات البرلمانية لسنة 2018.
يقول الكاتب ان الدكتور العبادي رغم قوته في مصدر القرار وصلاحياته لكن لم تحصل قائمته على اعلى المركز الاول في الانتخابات، بسبب لم يفلح بفريق يقرأ الساحة العراقية جيدا، وعدم وجود فريق اعلامي يسخر انجازات حكومته.
ويضيف الطالقاني، في حديث لوكالة النبأ للأخبار، "لم تكن اولوياته موضوع الانتخابات بسبب "معركة داعش" التي امتدت الى قرب الانتخابات، اذ لم يحسم الكثير من القضايا التي اوعد بها".
ويرى الكاتب، من بين الاسباب التي اضعفت قائمته ان التسقيط الذي مارسته الجيوش الالكترونية، والقوائم الانتخابية الضعيفة وغير المعروفة في الاوساط الشعبية، وكذلك استغلال موضوع الموازنة بشكل سلبي وتصوير المشهد ان العبادي يقف خلفها بشكل كامل، كل ذلك كان ضمن تخطيط ممنهج للنيل من جرف شعبيته التي اكتسبها بحنكته السياسية وتصدره لحملة الاصلاح ومحاربته للفساد.
ويبين الطالقاني، ان "ما تحقق من نجاح جاء بسبب خطاباته ومكانته بين الكيانات التي أتلفت معه، واستطاع ان يرفع قائمة النصر، حيث حققت القائمة نجاحا كبيرا"، مضيفا" لذلك هو أمام اختبار حقيقي بتحقيق برنامجه الانتخابي الذي أوعد به حتى لا يخيب طموح جمهوره ويكون مصير قائمته مثل مصير اقرانه من قبله الذين أخفقوا في الانتخابات".
ويمضى الكاتب الصحفي بحديثه عن التحالفات الانتخابية، وما حققته قائمة "سائرون" من نجاحات في الانتخابات البرلمانية، قائلا: "تحالف سائرون استطاع من خلال سياسة الاحتواء والخطاب المتزن ان يحقق نتائج عظيمة، وهو مطالب ايضا ان يحقق ما وعد به السير نحو الاصلاح". وان "ما ساعد الصدر استشعاره لخطاب الشارع بمختلف توجهاته الفكرية والعقائدية".
ويستشرف الكاتب ان في قادم الايام قد تحمل معها مفاجأة مدوية تمنح قائمة سائرون والصدر القرار في تحديد من سيكون رئيسا الوزراء.
ويزيد بقوله، ان التيار الصدري هو الوحيد الذي يتمتع باستقرار نفسي لدى ناخبيه وضمن نتائجه، لذلك يمكن لهذا التيار التفاوض بأي وقت كان، على عكس الكتل السياسية الاخرى "لان قوتها من قوة وجودها السياسي"
فقدت القوى الفاعلة في الساحة السياسية من بعد تغيير النظام السابق سنة 2003الكثير من ادواتها التي كانت تستخدمها في استمالة الجماهير الى افكارها وتوجهاتها، حيث يقول الطالقاني ان "الاحزاب السياسية أصبحت غير قادرة على تعبئة القوى التي امتلكتها في انتخابات 2005 و2010 و2014، مثال على ذلك التعبئة من جانب حزب الدعوة".
وفي ذات الشأن يؤكد الكاتب، ان عصر تركيز الاصوات الانتخابية "انتهى"، والعنصر الحاسم في تضاؤل الحجم الكبير لعدد الاصوات لشخص معين او حزب هو "اختلاف نطاق السلطة والابتعاد عن الطاعة والشخصنة".
واضاف حسمت نتائج الانتخابات البرلمانية وبانت اعداد اصوات كل قائمة وعدد مرشحيها ويبقى الدور الاكبر للمفاوض في الحصول على مكاسب تؤهل كتلته للعب دور اكبر في الحكومة القادمة, اذ يشير الطالقاني انه "انتهى اختيار اللجان المفاوضة لسائرون والفتح والنصر والقانون والحكمة، لذا من الضروري ان تدرك كل كتلة انها ستخسر في حال عدم امتلاك المفاوض الفهم لما بين السطور والتفاوض من خلال فريق منسجم، وهل يدرك المفاوض المذهب السياسي لكل كتلة واللعب ضمن ذكاء عاطفي تكتيكي والمراوغة ضمن الوقت الحرج".
ويختتم الكاتب الصحفي حديثه قائلا: ان من الايجابيات التي افرزتها هذه الانتخابات تصويت اكثر من مائة وخمسون الف ناخب سني لمرشحي قائمة النصر، وهو ما قلته قبل اسبوعين بأن "عبور الطائفية أتى عندما رشحت قوائم سنية وشيعية وكردية في مناطق لم ترشح فيها سابقا"، وهو ما يؤشر ان الناخب العراقي بدأ يتنامى مفهوم المواطنة عنده من خلال اختياره للمرشح ليس على اساس المناطقية او المذهبية او القومية او العرقية، وهذا ما اعتدنا عليه في الدورات البرلمانية السابقة، بل البرنامج الانتخابي للقائمة ونزاهة المرشح وكفاءته المعيار الاساس الذي يرتكز عليه في اعطاءه لصوته. انتهى/ ع
اضف تعليق