اعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الاربعاء، عن تسلمها رفات 128 شخصا من الجانب الايراني، فيما دعت ذوي الشهداء الى المراجعة لاستلام رفات ابنائهم.
وقالت الوزارة في بيان صحفي اطلعت وكالة النبأ للأخبار على نسخة منه انها "تدعو ذوي الشهداء المرفق أسمائهم أدناه، لمراجعة شعبة شؤون استلام وتسليم الشهداء في مقرها الكائن في الزبير بمحافظة البصرة، لغرض استلام رفات ذويهم من الشهداء".
واضافت ان "ذلك جاء بعد أكمال فحص عينات (DNA) الخاصة بهم من قبل دائرة الطب العدلي".
وكان منفذ الشلامجة الحدودي في محافظة البصرة شهد عام 1996 إجراء أول تبادل لرفات عسكريين سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وتم من خلال المنفذ منذ ذلك الحين وحتى الآن اجراء 33 عملية تبادل، 13 منها نفذت بعد عام 2003، إذ تسلم العراق اجمالاً رفات 2302 عسكرياً عراقياً، في حين تسلمت إيران منه رفات 1807 من جنودها، العديد من رفاتهم عثر عليها في قضاء الفاو.
يذكر أن قضاء الفاو المطل على الخليج العربي من أقصى جنوبه، ويحده شط العرب من الشرق، وقناة خور الزبير الملاحية من الغرب، كان مسرحاً لأعنف المعارك التي تخللتها الحرب العراقية الإيرانية، حيث احتلته قوات الحرس الثوري في شباط عام 1986 على اثر قيامها بشن هجوم برمائي مباشر دحرت خلاله الدفاعات العراقية وأجبرت القطاعات العسكرية المنتشرة شمال القضاء على التراجع لمسافات بعيدة، وأطلقت القيادة الإيرانية على تلك العملية العسكرية اسم (فجر8)، وبعد سلسلة محاولات فاشلة لاستعادة القضاء تمكنت قوات الحرس الجمهوري العراقي في نيسان 1988 من تحريره بالكامل واحتلال أراض إيرانية قريبة منه في عملية عسكرية استغرق تنفيذها 38 ساعة وحملت اسم (رمضان مبارك)، وتمثلت باندفاع فرق حمورابي وبغداد والمدينة المنورة ونبوخذ نصر صوب مركز القضاء من ثلاثة اتجاهات بالتزامن مع قصف صاروخي كثيف على مواقع تمركز القطاعات الإيرانية.
ومازالت أغلب السواتر والخنادق والمراصد الترابية والألغام والأسلاك الشائكة التي خلفتها تلك الحرب باقية على حالها، وحتى رفات المقاتلين من الطرفين الكثير منها ظلت مدفونة في مناطق حدودية تقع ضمن الحدود الإدارية للقضاء، ويتركز وجود الرفات في منطقة المملحة التي وقع اختيار وزارة النقل على جزء منها لتنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير.انتهى/س
اضف تعليق