رغم مرور أكثر من عقد على الغزو الأمريكي على العراق عام 2003، وفي ظل تدهور أوضاعه الأمنية والسياسية واستشراء الفساد في البلاد وغياب الرقابة الصحية، أصبح العراق محطة تجتمع فيها الأوبئة والإمراض المستعصية والقاتلة.
وقد شهد العراق في السنوات العشر الأخيرة لا سيما بعد الحرب على تنظيم "داعش" الارهابي انتشار أمراض وأوبئة كثيرة لم يكن يعرفها العراقيون من قبل، صنفها مختصون بأنها من اخطر الإمراض المستعصية والقاتلة وذلك لما تشكله من تهديد حقيقي على حياة المواطنين مع غياب الرقابة الصحية وافتقار المستشفيات العراقية إلى الأجهزة الطبية الحديثة.
وقال الطبيب الأخصائي في الأورام السرطانية خلدون النجفي في تصريح صحفي، إن "العراق بعد عام 2003 وما تلاها من معارك وأحداث حولته إلى حقل تجارب لمختلف الأسلحة والمتفجرات انعكست سلبا على واقعه الصحي, ما جعلته بيئة حاضنة للأوبئة والإمراض والقاتلة".
وأضاف "أغلب الإمراض التي انتشرت في العراق مؤخرا هي أمراض مستجدة عابرة للقارات لم تكن معروفة لدى العراقيين قبل عام 2003، بالإضافة إلى بعض الأمراض المنبعثة التي تم القضاء عليها في سنوات الحصار الأمريكي إبان فترة التسعينات وانتشرت بشكل وبائي يهدد حياة العراقيين".
وأشار إلى أن "أبرز هذه الأمراض هي مرض الحمى النزفية والايدز والسرطان والتشوهات الولادية والطاعون والسل والجدري والجرب والكوليرا، فضلا عن الإمراض المنتشرة بين المواشي والأغنام" ,لافتاً إلى إن "معظم هذا الإمراض هي إمراض فتاكة وقاتلة لكن بشكل بطيء".
ونوه النجفي إلى أن "السرطان كان له النسبة الأكبر من بين الإمراض المنتشرة في العراق, حيث إن المعدل السنوي للإصابة بهذا المرض يتراوح ما بين 3500 إلى 4000 إصابة سنويا".
ومن جهته قال الخبير في الطب العسكري محمد الصجري في تصريح صحفي، إن "40% من الإمراض التي انتشرت حديثاً في العراق ترجع إلى استخدام إحياءها الدقيقة في إنتاج الأسلحة والمتفجرات"، لافتا إلى انه "خلال الحرب العراقية الأمريكية عام 2003 أطلقت القوات الأمريكية أكثر من 300 ألف قذيفة يورانيوم سقطت في مناطق مختلفة من العراق ناهيك عن معركتي الفلوجة الأولى والثانية في عام 2004".
وما بين هذه الامراض والاوبئة، تبقى الدولة العراقية قليلة الحيلة لمواجهتها بعد استوطنت ولقت حاضنة لها بوسط اجواء لوثتها الحروب المتتالية، وسيظهر على السطح امراض لم يشهدها البلد في ظل غياب التخطيط الحكومي من اجل خلاص البلد من امراض يفتك به. انتهى/ ع
اضف تعليق