سوزان الشمري
يؤكد متظاهرو البصرة انهم مستمرون بتظاهراتهم لحين الاستجابة لجميع المطالب التي رفعت للجهات العليا، فيما اشاروا الى استمرارهم بقطع الطريق المؤدي الى الحقول والشركات النفطية في الرميلة.
وقال أحد قادة التظاهر في تصريحات اعلامية ان "عدد من المطالب رفعت منذ انطلاق التظاهرة في يوم الاحد الماضي، منها استبدال قائد عمليات البصرة، وتمليك دور السكن للأهالي وتزويد الناحية بالطاقة الكهربائية من الشركات النفطية المجاورة، فضلا عن تشغيل العاطلين عن العمل وبناء مستشفى للأمراض السرطانية، ومعالجة المياه المالحة، والتي لم تلقى اذاناً صاغية لتنفيذها حتى الان ".
مشيرا الى ان "التظاهرات ستتصاعد في حال عدم الاستجابة لتلك المطالب"، مبينا ان "المتظاهرين يرفضون اي تفاوض يعقد خارج موقع التظاهرة"،.. والسؤال الذي يطرح اليوم هل ستشهد ازمة البصرة التصعيد ام المعالجان الانية؟
بداية التصعيد
تطورات التظاهرات بدأت بالتصعيد عقب اقتحام مقر شركة لوك اويل النفطية في حقل غرب القرنة2، وبحسب صور تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي فان طائرات مروحية نقلت العاملين الأجانب من مقر الشركة الامر الذي نفته وزارة النفط.
فيما رجح رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة ذي قار رشيد السراي تأثير الاحداث والتظاهرات الحالية في عدد من المحافظات العراقية على ذي قار.
وقال السراي في تصريحات صحفية إن "الظروف التي تعاني منها البصرة تكاد تكون مشابهة لما موجود في ذي قار ومحافظات وسط وجنوب العراق".
واضاف "كانت هناك لنا دعوة لعقد مؤتمر طارئ في البصرة قبل بدء المظاهرات الأخيرة لضم الحكومات المحلية لمحافظات الجنوب لتوحيد كلمة المحافظات باتجاه تلبية المطالب الجماهيرية".
انقلاب عسكري
بعض وسائل الاعلام تداولت انباء تشير الى وجود تنبؤات بحدوث انقلاب عسكري في العراق تقوده الولايات المتحدة الامريكية.
اذ اكد المحلل السياسي واثق الهاشمي، ان "البعض استغل ازمة الصيف السنوية لأحداث انقلاب عسكري وتشكيل حكومة طوارئ"، واوضح الهاشمي ان "هذا الامر لا يمكن حدوثه اطلاقا".
واضاف ان "امريكا لن تفرط بسمعتها بخصوص قولها نحن حققنا الديمقراطية بالعراق لذلك لا يمكنها ان تقيم نظام عسكري جديد بالعراق من خلال انقلاب"، مشيرا الى انها "مجرد ضغوطات واشاعات ترافق تشكيل الحكومة والاوضاع المختلفة التي يمر بها البلاد".
الى ذلك رحج المحلل السياسي ذو الفقار حسين ان "ما يحدث الان في بعض المحافظات الجنوبية سينتهى كما بدأت، مبينا انها مجرد ردة فعل على ارتفاع درجات الحرارة والذي سيتم تبريده بطريقة او اخرى.
مؤكدا ان: التصريحات السياسية ستقوض الازمة باتهام فلول البعث وداعش بدعم هذه التظاهرات لزعزعة الامن في تلك المحافظات لسحب الشرعية والدعم الشعبي لتلك التظاهرات.
العبادي يتحرك
في محاولة لتهدئة الاوضاع بما اسماه رئيس الوزراء اخلالاً بالأمن القومي كان التحرك عبر تنفيذ مطاليب المتظاهرين بحلول انية وصفها مراقبون بالحلول الترقيعية اذ اعلن وزير النفط جبار علي اللعيبي رئيس اللجنة الوزارية المكلفة من مجلس الوزراء، عن حرص الحكومة العراقية على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في محافظة البصرة والنهوض بالواقع الاقتصادي الزراعي والصناعي، جاء ذلك بعد انتهاء من سلسلة الاجتماعات التي عقدتها اللجنة الوزارية مع رئيس واعضاء مجلس محافظة البصرة.
وقال لعيبي ان اللجنة وضعت ثلاث خطط لتنفيذ المشاريع الخاصة بمحافظة البصرة وتم تصنيفها الى خطة عاجلة الامد تنفذ خلال اسبوعين الى شهر واحد، تتعلق بمحاور الخدمات (المياه والكهرباء والصحة والخدمات العامة والامن)، وخطة متوسطة الامد فترة تنفيذها (3-6) اشهر وخطة بعيدة الامد لا تتجاوز السنتين.
واضاف وزير النفط ان اللجنة قررت تخصيص 10 الاف فرصة عمل لابناء المحافظة وسوف يتم تقسيمها بحسب الكثافة السكانية للاقضية والنواحي المشمولة بالتعيينات.
حلول ترقيعية
مراقبون اعترضوا على فرض الحلول الانية واصفين اياها بالترقيعية والتي لا تصل لمستوى المطلوب اذ طالب النائب السابق عن محافظة البصرة توفيق الكعبي، بعقد اجتماع طارئ لأعضاء البرلمان للدورة الثالثة لمناقشة الوضع الذي تمر به المحافظة.
وقال الكعبي: ان "ما تم اقراراه في الدورة الثالثة لمجلس النواب كفيل لانعاش واحياء وتطوير المحافظة من خلال اعطاء البصرة حقوقها من البترودولار اي 4 دولارات عن كل برميل يباع وهذا المبلغ كافي لتطوير المحافظة".
واضاف "للبصرة 400 مليار لتطوير المحافظة من الموازنة و80 مليار لتطوير وتحلية الماء و50% من واردات المنافذ الحدودية الموجودة في المحافظة كل هذه الامور اذا تم اعطئها مثل ما هو متفق عليه في الموازنة كل ستة اشهر يعطونا وجبة فستعمر البصرة".
واستدرك قائلاً انه يجب ان يكون هناك مراقبة على الحكومة المحلية في كيفية تصرفها بهذه الاموال، مشيرا الى انه منذ 2003 وحتى الان 169 مليار دولار تذهب للبصرة الا ان المحافظة لا تزال في هذا الوضع المتردي، مبيناً انه يجب ان يكون هناك محاسبة للمسؤولين القدماء بالحكومات المحلية الذين استلمو هذه المبالغ والذين لم ينفذوا اي مشاريع تطور من واقع البصرة.
وشهدت محافظة البصرة على مدار الأيام القليلة الماضية مظاهرات غاضبة ضد تردي واقع الطاقة الكهربائية، فيما وضع أهالي كرمة علي في البصرة يوم أمس الاربعاء عدة مطاليب تخص فض تظاهراتهم والا بدونها فأن التظاهرات ستستمر إلى أجل غير مسمى. انتهى/خ.
اضف تعليق