أكد مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيس اقليم كردستان العراق السابق تمسكه بخيار انفصال الاقليم عن العراق، معتبرًا أن ذلك هبة من الله متهمًا الاتحاد الوطني بالتواطؤ مع الحشد الشعبي وكاشفا عن ثلاثة مطالب للأكراد من بغداد نافيا طلب واشنطن تأجيل الانتخابات البرلمانية في الاقليم.
وقال بارزاني في مؤتمر اتحاد شباب حزبه بعد حوالي العام من فشله في تحقيق مشروعه بالانفصال عن العراق بسبب المعارضة الداخلية والخارجية الواسعة لاستفتاء أجراه الاقليم في 25 سبتمبر عام 2017 حول "الاستقلال".. قال إن هذا "الاستقلال مشروع موغل في التاريخ منذ أكثر من ألف عام وليس بدعة مستحدثة، ومتوهم من يظن أننا قد تنازلنا عن حقنا لكننا لسنا مع العنف ولم نضع جدولاً زمنياً لممارسة هذا الحق".
وأضاف أن "النجاح الحقيقي كان تصويت أكثر من 92% من مواطني الاقليم لصالح الاستقلال لكننا دخلنا الآن في مرحلة جديدة وعلاقاتنا مع بغداد ودول المنطقة عادت إلى طبيعتها ونسعى لتعزيزها أكثر"، بحسب ما نقلت عنه وكالات انباء كردية محلية تابعتها "إيلاف".
وتابع "لقد اتخذوا من الاستفتاء ذريعة لإظهار الحقد الدفين ولولا خيانة البعض في 16 أكتوبر الماضي لما آلت الأمور إلى ما نحن عليه الآن وقد تبين فيما بعد خطأ التعامل مع الكرد وقد ندم الكثيرون على ما ارتكبوه"... مشيرًا بذلك إلى إنّسحاب مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني وقوات البيشمركة التابعة للحزب من محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد واربيل امام دخول القوات العراقية اليها واستعادة السيطرة عليها من الأكراد الذين فرضوا سلطتهم عليها منذ سقوط النظام السابق عام 2003.
وأشار بارزاني إلى أنّ التوصل إلى حلول سلمية عبر الحوار مع الحكومة المركزية في بغداد هو الحل الأفضل لأن استخدام الحديد والنار ضدنا لن ينال من عزيمتنا شيئاً".. وقال اننا "مقتنعون بأن إجراء استفتاء الاستقلال لم يكن مخالفاً للدستور وأتحدى بالدليل كل من يدعي غير ذلك وحق الاستقلال هبة من الله وليس فضلاً من أحد، فقد ورد في ديباجة الدستور العراقي ان الالتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق اتحاده الاختياري"، بحسب قوله
وشدد بالقول إن سياسة استخدام القوة ضد الأكراد لم ولن تؤدي إلى اركاع الشعب الكردي او ثنيه عن المطالبة بحقوقه المشروعة.. مؤكدًا على أن "حلم الاستقلال سيتحقق عاجلا ام آجلاً".
مطالب الأكراد الحالية
وأضاف بارزاني ان مطالب الأكراد الحالية تتمثل بتحقيق الشراكة الحقيقية والتوافق والتوازن لان السياسات السابقة في العراق أثبتت فشلها.
وقال إن حزبه لن يضع فيتو على أي شخصية تترشح لرئاسة الحكومة في العراق موضحًا ""مطالبنا في المفاوضات هي نفسها متمثلة بتحقيق الشراكة في الحكومة المقبلة والتوافق في اصدار القرارات وتأكيدنا على التوازن في مؤسسات الدولة العراقية".
تأجيل انتخابات برلمان الاقليم
ونفى بارزاني ان يكون بريت ماكغور مبعوث الرئيس الاميركي إلى العراق قد طلب تأجيل الانتخابات البرلمانية في الاقليم المقررة في 30 من الشهر المقبل.
وقال "أفند بالكامل الحديث عن طلب بريت ماكغورك تأجيل الانتخابات البرلمانية في الاقليم".. مضيفًا "صحيح اننا اجتمعنا وبعثنا بملفات لكن في ما يخص الانتخابات اؤكد انها مسألة داخلية خاصة".. موضحًا "حتى وان تقدم بهكذا طلب فالقرار خاص بشعب كردستاني وحده".
وكان برلمان الإقليم قد قرر في أكتوبر الماضي تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الإقليم ثمانية أشهر، بعدما كانت مقررة في الأول من نوفمبر 2017. إلا ان قباد طالباني نائب رئيس وزراء حكومة الاقليم القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني اعلن امس الاثنين عن تأييد "جميع" احزاب إلاقليم لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في نهاية شهر سبتمبر المقبل.
لكن رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني اعلن اليوم الثلاثاء ان مجلس وزراء الإقليم اكد على اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد في نهاية شهر سبتمبر المقبل نافيا وجود طلب من الولايات المتحدة الاميركية لتأجيلها.
وقال بارزاني في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع مجلس وزراء الإقليم اليوم في أربيل انه "تم التأكيد خلال الاجتماع على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ونتمنى ان يكتب لها النجاح".
يشار إلى أن إقليم كردستان أجرى في 25 سبتمبر الماضي استفتاء على الانفصال عن العراق ما دفع الحكومة العراقية المركزية إلى فرض إجراءات عسكرية ومالية وادارية مشددة على الإقليم واقتحمت قواتها في 16 اكتوبر الماضي عددًا من المناطق المتنازع عليها التي يسيطر عليها الأكراد وفرضت سلطتها عليها. انتهى/خ.
المصدر.. ايلاف
اضف تعليق