كربلاء / عدي الحاج
ضمن ملتقاها الإسبوعي، ناقشت مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، الورقة النقاشية الموسومة (وكالات الأنباء في العراق والطريق الى الإحترافية) للكاتب الصحافي في شبكة النبأ للمعلوماتية، الدكتور مسلم عباس، بحضور شخصيات أكاديمية وقانونية ومدراء مراكز دراسات وبحوث ونخبة من الصحفيين العاملين في وكالات إنباء عراقية.
وبيّن عباس، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، أنّ "وكالات الأنباء تُعد مؤسسات ساندة لعمل وسائل الإعلام، وهي العنصر المغذّي لها في مجال جمع الأخبار وتوزيعها لوسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية، وفي عصر تداول المعلومات عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعشوائية تناقل هذه المعلومات تكون الحاجة الى وكالات الأنباء هي حاجة ملحّة، ومن أجل محاربة الشائعات والدعوات غير الوطنية يكون نشر الحقيقة هو الطريق الأقرب لخدمة البلد، فالثابت أنّ الشائعات والمفاهيم المغلوطة تنتشر حينما تشح الحقيقة"، مضيفاً أنّ "هناك مجموعة من المعوّقات التي تقف حائلاً أمام تطوّر عمل وكالات الأنباء الوطنية أهمّها غياب البيئة القانونية التي توفّر الحماية للصحفيين وسيطرة المال السياسي على مختلف مفاصل الدولة ومنها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء، إضافةً الى ضعف برامج التدريب وغياب التعاون مع المؤسسات الإعلامية الكبرى ما دفع الى سيطرة الإدارات غير المهنية على تلك الوكالات، فمدير المؤسسة الإعلامية أو على الأقل الإدارة العليا يتم إنتقاؤها حسب القرب والبعد من التوجّهات السياسية للحزب الذي يموّلها".
من جانبه قال مدير المؤسسة، الكاتب الصحافي علي الطالقاني "تُواجه وسائل الإعلام والوكالات الخبرية تحديداً معوّقات على مستوى المضمون والمستوى التكنولوجي، وقد تمّ مناقشة تلك المعوّقات من خلال الملتقى، وتمّ إستضافة مجموعة من الإعلاميين وأعضاء المؤسسة التي تضم وكالة خبرية وشبكة معلوماتية وصحيفة"، مشيراً الى أنّ "وكالات الأنباء تُعتبر مصدراً مهماً للمعلومات التي ترفد بها وسائل الإعلام كما لها صلة أيضاً بالجمهور، ومن هنا ينبغي أن تكون الوكالات الخبرية على قدر عالي من المسؤولية وأن توخي الدقة والحذر".
من جانبٍ آخر أوضح مدير تحرير شبكة النبأ المعلوماتية، كمال عبيد، أنّ "وكالات الأنباء الدولية تمثّل رأس الحربة في الصراعات الفكرية الحادّة بين الدول، فلطالما فضّل زعماء العالم الإدلاء بتصريحات وإجراء مقابلات مع وكالات الأنباء الكبرى، حتى وإن كان الأمر يتعلّق بشأن داخلي، ويحصل العالم على أكثر من 80% من أخباره من لندن وباريس ونيويورك وموسكو، وهي مقرّات الوكالات الخمس الكبرى (رويترز البريطانية، وكالة الصحافة الفرنسية، وكالة أسيوشيتد برس الأمريكية، وكالة يونايتد برس أنترناشيونال الأمريكية، وكالة تاس الروسية)"، مضيفاً "فيما يخص السير صوب طريق الإحتراف المهني لوكالات الأنباء لابد أن تحافظ على إستقلاليتها وأن تعبّر عن تعدّدية حقيقية تعكس أحوال المجتمع والواقع، وأن تقدّم تغطية شاملة، وإحاطة جارية لكل ما يحدث في البيئة الداخلية والخارجية للمجتمع في سياق يُعطيها معنى، وأن تسهم في التغيير الإجتماعي والثقافي والإقتصادي النافع، وأن تقدّم المهنية في التعبير عن وظيفتها الرقابية والتعبير عن الرأي العام والتوازن بين صياغة الرأي العام والتعبير عنه، لذلك لابد من تطوير كفاءة العاملين لديها وضمان إستمرار وإدامة تأهيلهم"، منوّهاً الى أنّ "تحقيق الإحتراف المهني في العراق يبدو صعب جداً، فلا يُمكن الوصول الى طريق الصحافة الإستقصائية في ظل غياب البيئة القانونية والحقوقية للصحفي وللمصادر الصحفية، وعليه فإنّ التحدّيات الراهنة التي يُواجهها الصحفيون في العراق تقتضي إلتزامهم بالمسؤولية المهنية، وأن يُقترح مشروع ميثاق مبادئ يجنّب الصحفيين من الوقوع في مهاوي النزاعات الطائفية المسلحة والإنخراط في التحريض على العنف والنزاع المسلح ويساعدهم على مساعدة الضحايا وتحفيز روح التسامح والمصالحة في العراق".انتهى/س
اضف تعليق