بغداد/ سوزان الشمري
توجه يوم أمس الأحد ما يزيد عن عشرة ملايين وثلاثمائة ألف تلميذ وطالب من كلا الجنسين، وبمختلف المراحل الدراسية، إلى مدارسهم إيذانا ببدء العام الدراسي الجديد 2018 – 2019.
هذا ما أعلنته وزارة التربية التي كشفت عن استعداداتها المبكرة لتجهيز المدارس بالكتب المنهجية الجديدة لجميع مديرياتها العامة في بغداد والمحافظات.
كما قالت الوزارة في بيان لها بهذه المناسبة، أنها عملت أيضاً على تهيئة الأثاث المدرسي وبحسب الإمكانات من أجل استيعاب إعداد الدارسين الجدد.
ألا أن انتقادات لاذعة جوبهت بها وزارة التربية مفندة اغلبها تصريحات الاستعدادات التي عرضتها في بيان يوم أمس الأحد، والسبب تصريحات سابقة أطلقتها الوزارة تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أولها كان التوجيه الذي أطلقته الوزارة والمتضمن إصدار أعمام لكافة المديريات التابعة لمحافظة الديوانية، يلزم إدارات المدارس في المحافظة كافة بتوزيع الدفاتر والقرطاسية على تلاميذ الصف الأول الابتدائي فقط.
وأظهرت وثيقة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقنين توزيع الدفاتر المدرسية "الاكتفاء بتوزيع 3 دفاتر فقط لتلاميذ الأول ابتدائي".
فيما أثارت حملة وزير التربية (حقيبتي أجمل) التبرعية امتعاض الأوساط التربوية والشعبية فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير بعدما دعا الصيدلي الجمعة الماضية، إلى إطلاق مبادرة (حقيبتي أجمل) بالشراكة مع منظمة صوت المرأة التربوية، داعيا جميع الميسورين وقادة الرأي العام وكافة المواطنين الراغبين للمشاركة في الحملة التربوية إلى مساندتها بكل الجهود.
برر خلالها الصيدلي إلى أن "هذه المبادرة جاءت نتيجة عدم توفير التخصيصات المالية للوزارة لتوفير القرطاسيه للطلبة ودعا الجميع لدعم المبادرة".
تربويون وأولياء أمور وصفوا عبر لــ(النبأ للإخبار) استعدادات وزارة التربية للعام الدراسي الجديد بـ (إسقاط الفرض) مؤشرين إخفاقات لا ترتقي لمستوى العملية التعليمية في العراق.
يقول التدريسي علي جاسم: أن"الاستعدادات التي تطلقها وزارة التربية كل عام (إسقاط فرض) هي أشبه برسم صوره غير حقيقة وتصديقها، فلا استعدادات مبكرة ولا متأخرة والحال ينحدر للأسوأ عام بعد أخر.
جاسم أشار إلى أن "مسؤوليات الوزارة واستعداداتها لا تقتصر على توفير القرطاسية أو الكتب أو حتى الكوادر التدريسية وإنما بالقرارات المتخبطة للوزارة".
وأضاف لـ(النبأ للإخبار) "التخبط بالقرارات الوزارية المتخبطة وغير المدروسة ألقت بظلالها على تدني مستوى الثقافة في البلاد بشكل عام وواقع التربية بشكل خاص.
وكانت وزارة التربية قد أعلنت عن تسجيلها لأكثر من مليون تلميذ وتلميذة في الصف الأول للمرحلة الابتدائية وللعام الدراسية القادم 2018 – 2019، لمختلف المحافظات ما عدا إقليم كردستان.
احد أولياء الأمور انتقد تصريحات الوزارة وأنكر مزاعم استعداداتها، مشيرا إلى أن "أغلب المدارس تضج بدوامين مزدوجين وأحيانا ثلاثة، والأثاث المدرسي حدث ولا حرج لدرجة أن بلغ الأمر بالاعتماد على أولياء الأمور بتأهيل المدارس وبناءها وصبغها تحت عناوين الحملات التطوعية وغيرها".
وأضاف اسعد الربيعي أب لثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة، أن "الكتب المنهجية التي لا تصل إلى الطلبة إلا بحدود نصف الإعداد في أفضل الأحوال مع بدء العام الدراسي، مع نقص واضح بأعداد المدرسين والمعلمين وعشوائية توزيعهم على مدارس المركز والإطراف.
فيما تساءل عبد الله خالد وهو أيضا احد أولياء الأمور بالقول: أين هي استعدادات الوزارة؟ فمشاكل العملية التعليمة، نبكيها كل عام دون أن نجد أذاناً صاغية لها ولحلها والتقليل من مخاطرها وأثارها".
وأضاف العام الماضي دخلت الأسر العراقية بأزمة نقص الكتب المنهجية، وهاجسنا وقلقنا من أن يكون العام القادم أسوأ من العام الحالي!.
وشهدت وزارة التربية العام الماضي، أزمة في الكتب المدرسية، بررت ذلك بقلة التخصيصات المالية، الأمر الذي قوبل بازدراء كبير من قبل المواطنين وخروج عدد من التظاهرات في بغداد وعدة محافظات، ومطالبات عدة بإقالة وزير التربية محمد إقبال الصيدلي.انتهى/س
اضف تعليق