كربلاء / عدي الحاج
كأنّ المحافظات العراقية تتسابق اليوم في تسجيل معدّلات قياسية في حالات الطلاق، فهناك أسباب متشابهة وأخرى مختلفة، لكنّ لكلّ مجتمع في هذه المحافظات ما يُميّزه في حالات الإنفصال بين الزوجين، فما هي أبرز أسباب الطلاق في العراق؟
عانى العراق في السنوات العشر الأخيرة من مشكلة إستفحال ظاهرة الطلاق التي باتت تُهدّم الأسرة وتفقدها المقدرة على تربية الأطفال وصناعة الإنسان المؤهّل لبناء المجتمع والدولة، إذ شهدت تلك السنوات إرتفاعاً ملحوظاً في حالات الطلاق بسبب عوامل أغلبها إقتصادية وإجتماعية بحسب ما أرجع له قضاة في محاكم الأحوال الشخصية، فالبطالة والفقر وما أنتجته حالة الإقتتال مع تنظيم داعش الإرهابي وعدم الإستقرار الأمني وإنتشار ظاهرة تعاطي المخدّرات والعنف المجتمعي وآخر تلك العوامل لعبة الـ(بوبجي)، تُعتبر أمراضاً مجتمعية جديدة فاقمت من ظاهرة الطلاق في العراق.
إرتفاع مؤشر حالات الطلاق
تُشير الأرقام الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى الى أنّ دعاوى الطلاق لعام 2004 كانت (28،689)، إرتفعت الى (33،348) في عام 2005، ثمّ إرتفعت مجدّداً الى (35،627) في عام 2006، وإرتفعت مجدّداً في العام 2007 الى (41،536) حالة طلاق، ثمّ حقّقت نسبة الطلاق إنخفاضاً في الأشهر الأولى من العام 2008، إلا أنّها عادت لترتفع في العام 2009 بواقع (82،453) حالة طلاق، وفي عام 2010 إرتفعت لتكون (113،312)، وإزدادت في عام 2011 الى (113،869) حالة طلاق، وفي عام 2012 كانت الحصيلة (160،260) حالة، وإرتفعت بشكل خطير في عام 2013 بواقع (820،453) حالة طلاق، وخلال عام 2015 سجّلت إنخفاضاً بـ (52،465) حالة طلاق، بعدها إرتفعت الى (56،594) حالة طلاق في عام 2016، وشهد عام 2017 (70،097) حالة طلاق، أما خلال الأشهر الماضية من العام الجاري 2018 بلغت حالات الطلاق (53،629) وكما موضّح في الجدول أدناه:
ت الشهر حالات الطلاق
1 كانون الثاني 9398
2 شباط 6800
3 آذار 6582
4 نيسان 6428
5 أيار 6160
6 حزيران 4969
7 تموز 7810
8 آب 5482
المجموع الكلي 53629
لعبة إلكترونية تتسبّب بحالة طلاق
كشفت الانباء سبباً جديداً للطلاق في العراق، وهو لعبة الـ (بوبجي) PUBG (PlayerUnknown's Battlegrounds) وهي لعبة إلكترونية سرقت عقول الشباب وتركيزهم وإستولت على حياتهم الشخصية وبعضاً من أموالهم، وسجّلت أولى حالات الطلاق والتفريق بين زوجين بسبب هذه اللعبة في حادثة غريبة ودخيلة على المجتمع العراقي، إضافةً الى أسباب عديدة منها الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي التي باتت تفتك بالأسر، خصوصاً أنّ تواصل الأزواج مع آخرين عبر الإنترنت يُثير الغيرة والشكوك التي تؤدّي الى المشاكل الأسرية في نهاية المطاف.
أسباب تفشّي الطلاق في المجتمع
يؤكّد الإستشاري في مركز الإرشاد الأسري التابع للعتبة الحسينية عبد عون المسعودي، أنّ "مشكلات الطلاق تكمن وفقاً لمتغيّر السكن في البيئات الغنية التي بلغت 30%، إذ يتمثّل السبب في دخول أجهزة الإتصال الحديث كالكمبيوتر والموبايل وحالة الترف التي تدعو الرجال الى التجديد في الزواج من أخرى".
مضيفاً "أما نسبة الطلاق في الأحياء الفقيرة فبلغت 70%، والسبب يعود الى حالة العوز الإقتصادي وكذلك الجهل وأزمة السكن وأسباب أخرى توفّرها تلك البيئة الفقيرة".
ويُشير المسعودي، الى أنّ "هناك نسب كبيرة وأرقام عالية من الطلاق في العراق عموماً وكربلاء المقدسة خصوصاً، أما فيما يخص الأسباب فهي كثيرة جداً فهناك عناوين نستطيع أن نسميها مثلاً: سوء إستخدام الإختيار في موضوع الزواج يؤدّي فيما بعد الى مشاكل كثيرة تنتهي بالطلاق، كذلك تدخّل الأهل والإستخدام السيء للتكنولوجيا الحديثة كالإنترنت والموبايل، وأيضاً عدم الإنجاب وأمراض معيّنة، وهناك أسباب إقتصادية كثيرة وكذلك يُشكّل عدم التقارب في الأفكار بين الزوجين سبباً واضحاً علاوةً على الزواج المبكّر".
من جانبه يقول الباحث في الفكر الإسلامي، الشيخ علي الخزاعي "نحن أمام تفكّك أسري يُنذر بكارثة إجتماعية كبيرة، وهذا التفكّك الذي بات كالسرطان الإجتماعي يجب إيجاد البدائل له وبالسرعة الممكنة، ففي حال إنهيار المؤسسة الزوجية ما هو البديل؟".
مضيفاً "برأيي أولاً تشخيص الحالة ودراستها جيّداً ومن ثمّ وضع الحلول والمعالجات الناجعة لها لتحجيم هذه الظاهرة الخطيرة قبل فوات الأوان".
وترتفع حالات الطلاق سنة بعد أخرى، وأرقام كبيرة تُشير الى إرتفاع مؤشر الطلاق المزعج، وأسباب كثيرة لم توضع لها الحلول والمعالجات الناجعة حتى هذه اللحظة من قبل الحكومة العراقي التي لا زالت تُعاني من خرس تام في ظل الصراعات السياسية والمحاصصة بعد رميها الطلاق بالثلاثة على شعبها المظلوم. انتهى/خ.
اضف تعليق