اخلاص داود/ وكالة النبأ للأخبار
لم تتمكن جميع الحكومات المتعاقبة من رسم ملامح العراق الجديد ووضع ابعاده المستقبلية الواضحة، رغم مطالبات العراقيين بالتغيير الجذري للسياسة، مما ادى الى تفاقم مشاكل البلاد في جميع المجالات.
ووفقا للاوضاع الراهنة المتوترة وعمليات الاغتيال التي تنطبق عليها كل مواصفات الارهاب والتي تزامنت مع تغيير السلطة، تحدث الكاتب الصحفي علي الطالقاني لوكالة النبأ للأخبار عن رأيه بهذا الخصوص قائلا: أن "انتقال السلطة سلمياً وجه حضاري وكان دور الدكتور العبادي ايجابياً خلال الدورة السابقة وترك السلطة بشكل سلس على عكس اقرانه الذين سبقوه، ومن المفترض تكون هناك ولادة لحكومة جديدة تقدم حلولا منطقية للاقتصاد والمال، كما يفترض ان تقدم تعهدات في انجاز اصلاحات حقيقية يقابل ذلك استقالتها عند عدم قدرتها على ذلك، كما يفترض اعتماد الشفافية بشكل كامل في ملفات الفساد والكهرباء والماء والعلاج والتعليم وغير ذلك من استحقاقات الشعب وهو المطلب الاول للشعب".
وقدم سؤال واضحا، قال فيه "في زمن الفساد، الذي كثرت فيه الازمات وعصيت الحلول، التعليم والكهرباء والصحة، وهن ثلاثة اضاءات مفضوحة سرقت الأضواء من الفرح بتسنم منصب رئيس الوزراء للسيد عادل عبد المهدي. هل سينجح في مهمته أم ستكون هناك حكومة توافقية متهمة بالفساد؟".
رغم التوافقات التي ضغطت خلافاتها السياسية على سمعة العراق، ورغم الفشل الذي نعيشه والذي ترجم بمعدلات البطالة والفقر ليقارب مستويات عالية ونعكس على معدلات المعيشة فارتفع معدل البطالة لتضيف اليها زيادات يفرضها ارتفاع الأسعار كما يصيب تنامي الدين العام بما يفوق وتيرة النمو، وهذا مايدهور الاقتصاد بل يوقف انفراج القطاع الخاص والعام على حد سواء.
وأكمل قائلا إن "الامثلة كثيرة التي جعلت البلد اصبح خرابا بعدما امتصته الأحزاب الفاسدة، منها ذلك السؤال الذي يطرحه الجميع كيف يدعو احدهم الى حصر السلاح بيد الدولة وهو يرى نفسه هو الدولة؟!. فقد برهنت عمليات الاغتيال الأخيرة على أن الوضع العراقي السياسي والأمني لم يعد مستقرا، فقد ساعدت بعض العوامل على انفلات الأمن منها الظروف الاقتصادية السيئة ومعاناة المواطن من الخدمات إضافة إلى عامل الفقر وانتشار العقائد المتطرفة وانعدام الثقافة".
امام بخصوص التغريدات التي يطلقها السياسيين قال الطالقاني، "كثرت التفاهات والتغريدات من قادة الكتل، مايجعلها بمرور الوقت عرضة للتنكيل بسبب الوعود غير المدروسة".
وتابع "ربما ستشارك في تأجيج هذه الأزمة قوى سياسية فاعلة ومجموعات متطرفة عقائديا وأخرى مذهبية، كل هذه المعطيات ساعدت على تدخل جماعات عراقية أو غير عراقية، وسهلت لها تحركاتها."
"وتشير الظروف في العراق إلى أن أحداث الاغتيالات الأخيرة ليست عابرة بل هي مؤشرات لمرحلة عراقية جديدة سمتها الاضطراب الأمني والسياسي والتوترات الاجتماعية". أكمل بالقول.
واضاف "أما على المستوى الديني ولو تزاحمت مصالح بعض الجماعات الدينية التي تختلف فيما بينها مع جماعات تحاول بناء الدولة فمن المؤكد ان الجماعات الدينية ستكون في جبهة واحدة وهي قادرة على اسقاط مشروع بناء الدولة والسبب انه يحد من نفوذها...وهو مايحدث الآن".
وفي معرض كلامه قال الطالقاني مستغربا، "لا أعلم من أين يأتي الاعتداد الزائد بالنفس لمسؤول بان يقيم مجلس عزاء على الامام الحسين وان هذا المسؤول متهم بالفساد وبشدة وانه لن يدافع عن نفسه ولا يحاسب من قام باتهامه، الأدهى من هذا يوجه دعوات بحضور المجلس حتى للذين يتهمونه بالفساد، مثلهم كمثل الذين يقولون (سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين)".
وختم الطالقاني بالقول ان "العراق اليوم بين معارض ومؤيد لقرار رئيس الحكومة الجديد برهم صالح بتكليف عادل عبد المهدي بتشكيل حكومة جديدة لبلد يعاني من اضطرابات سياسية وأزمات انسانية واقتصادية تتمثل في أعداد النازحين التي لم تجد لهم الحكومة حلول تنهي معاناتهم بشكل جذري وعلى سبيل المثال فان مؤشرات البطالة اتخذت مسار مرتفع وإعادة اعمار المدن والمناطق التي نكبها (داعش) مع أقتصاد ريعي يعاني من أختلالات هيكلية شديدة بسبب الفساد وسوء الادارة، ووسط كل هذه المشاكل والتعقيدات ستفصح لنا الايام عن أمكانيات الحكومة الجديدة في أيجاد الحلول التي ينتظرها الشارع العراقي ومن هي الفئة الصائبة". انتهى/خ.
اضف تعليق