كربلاء/ إخلاص داود
بحسب تقرير اليونسكو، فإن العراق في فترة ما قبل حرب الخليج الثانية عام 1991، كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفائت عاليه، حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت أن تقضي على الأمية تماما من خلال إنشاء حملات محاربه الأمية.
لكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرض له العراق من حروب وحصار وإنعدام في الأمن، حيث ظهرت المشاكل الرئيسية التي تعيق النظام، وتشمل : نقص الموارد، وتسييس النظام التربوي، والهجرة والتشرد الداخلي من المعلمين والطلاب، والتهديدات الأمنية، والفساد والأمية على نطاق واسع مقارنة مع قبل، حيث إن الإحصائيات التي ذكرها أحسان محمد عمر مدير عام في الجهاز التنفيذي لمحو الأمية في وزارة التربية أن: "سنة 2003 كانت نسبة الأمية قد ارتفعت ولاسيما بين الأعمار(15-25) بحدود 65% ، وقد قامت وزارة التربية بإعداد الخطط الشاملة لمواجهة الأمية في العراق، بعد إصدار قانون محو الأمية رقم 23 لسنة 2011 وبموجبه أسست الهيئة العليا لمحو الأمية ، والجهاز التنفيذي، وأقسام محو الأمية في المديريات العامة للتربية، ومجالس محو الأمية في المحافظات، وتم الإعلان عن بدء الحملة الوطنية لمحو الأمية في المحافظات كافة بتاريخ 11/9/2012.
نتائج ما بعد الحملة الوطنية لمحو الأمية
قال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، إن "نتائج المسح الوطني للنازحين لسنة 2014، الذي نفذهُ الجهاز المركزي للإحصاء في بداية عام 2015، بيّنت أن نسبة الأمية في العراق بلغت 18%، وهذه النسبة ارتفعت بين الإناث لتصل إلى 20%".
واضاف، إن، "نسبة الأمية بين الذكور بلغت 14%، فيما بلغت نسبة الأمية بين النازحين 14%"، مبينا، أن "ما يقارب من 22.4% من النازحين الشباب تركوا التعليم بسبب النزوح بين المدن".
كما وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط، أن نسبة الأمية بين الشباب في العراق بشكل عام بلغت 8.3% خلال عام 2017.
وقال الجهاز، إن "نسبة الأمية بين الشباب للفئة العمرية( 15 إلى 29 سنة) خلال عام 2017 بلغت 8.3%"، مبيناً، أن "نسبة الذكور منها بلغت 6.5% فيما شكلت نسبة الإناث منها 10.2%".
وفي 19 تشرين الثاني 2018 أظهرت نتائج المسح الشامل لوضع الأطفال في العراق والذي يعد أول دراسة شاملة منذ 7 سنوات عن وضع ورفاه الأطفال في العراق، الذي أقامته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).جاء فيه أن جميع الأطفال في سن الدراسة الابتدائية تقريباً (%92) ملتحقين بالتعليم الابتدائي، ولا يتمكن سوى نصف الأطفال من الأسر الفقيرة، أو أكثر بقليل، من إكمال المرحلة الابتدائية من التعليم.وتتسع الفجوة في التعليم الثانوي، حيث لا يتخرج سوى أقل من ربع الأطفال الفقراء، مقارنة بثلاثة أرباع الأطفال من الأسر الغنية.
وأضاف، إن احتياجات تعليم الأطفال في العراق كبيرة، حيث يحتاج نصف مجموع المدارس الحكومية إلى أعمال تأهيل، وتعمل نحو ثلث المدارس في العراق بأكثر من دوام مدرسي واحد، مما يقلل فترة تعلم الأطفال. وتصل معدلات الالتحاق بالتعليم وارتياد المدارس الى أدنى مستوى في خمس محافظات تشمل المحافظات الجنوبية، وهي الأكثر فقراً، والانبار ونينوى - وهما المحافظتان اللتان تحملتا وطأة أعمال العنف في السنوات القليلة الماضية.
ويُعد ارتياد المدرسة بانتظام عاملاً أساسياً في تعافي نحو أكثر من مليون طفل بحاجة إلى رعاية نفسية واجتماعية جراء تأثرهم بالحروب.
وتشير النتائج، الى إن معدل الالتحاق الصافي في التعليم الابتدائي ( 91.6%)، من الأطفال في الفئة العمرية ( 6- 11 ) سنة ويقل معدل الالتحاق الصافي، كلما تقدمنا في مراحل التعليم وان أكثر من نصف الأطفال في الفئة العمرية، ( 12 - 14 ) سنة هم ملتحقين في المرحلة المتوسطة ( 57.5 %)، في حين لا يتجاوز الالتحاق في المرحلة الإعدادية ( 33 %) أما بالنسبة لالتحاق، الأطفال في برامج الطفولة المبكرة فقد بلغت ( 2.4 % ).
وتجدر الإشارة الى، إن الأطفال خارج المدرسة حسب الإبعاد الخمسة الخاصة، بترك المدرسة إذ أظهرت النتائج الى إن ( %68 ) من الإناث و (67.9 %) من الذكور لا يلتحقون ببرامج الطفولة المبكرة او التعليم الابتدائي وبنسب اقل بالنسبة للمراحل الأخرى حسب الأعمار الموازية لمراحل التعليم. هذا الى جانب إن ( 3%) من الأطفال الإناث و( 5%)من الأطفال الذكور في المرحلة الابتدائية معرضين لترك المدرسة لان أعمارهم أعلى بسنتين فأكثر من العمر الموازي لهذه المرحلة.
اضف تعليق