بغداد – سوزان الشمري
لم يعد انتقاء حيوان أليف لهواة تربية الحيوانات، بالأمر السهل، فسابقا كان الحصول عليه لا يتعدى التقاطه من الشارع، أو من تحت خربات المساكن المهجورة، أما اليوم ونتيجة لأشاعة ثقافة تربية الحيوان بالطرق الصحية فأن الأمر يتطلب زيارة لسوق الغزل ببغداد حيث غابة الحيوانات الغربية والعجيبة تتوسط العاصمة.
سوق الغزل الواقع بالقرب من جامع الخلفاء في منطقة الشورجة ببغداد، وهو المركز الأول والأكبر في العراق عموماً لبيع الحيوانات بمختلف أنواعها.
ويضم محال لبيع الحيوانات الأليفة، والمتوحشة، وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس، بالإضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة مع مستلزمات تربيتها، وتغذيتها هو اليوم أحد اهم مركز الترفيه والاستجمام للعائلة البغدادية أيام العطل والمناسبات.
رحيم أبو وجد احد مرتادي سوق الغزل والذي أدمن على زيارته بحسب قوله أسبوعياً فهو يجد متعته في مشاهدة الحيوانات الغربية والنادرة، ابو وجد هو معلم متقاعد لمادة العلوم، يحرص على مكافئة أحفاده بزيارة سوق الغزل في حال اجتهادهم دراسيا. يقول لـوكالة النبأ للأخبار، أجد ضالتي في سوق الغزل منذ سنين مضت اواضب على زيارته أسبوعياَ، واحرص على أعطاء أحفادي معلومات عن الحيوانات من خلال مرافقتهم لسوق الغزل، فهو(ناشيونال جيوغرافيك)، بنسخة عراقية".
أما مروان ماجد، أحد هواه الطيور يقول: "سوق الغزل يكافئني بإمتاع نظري بأنواع الطيور النادرة منها وهو بذات الوقت مصدر رزق لي ولعائلتي، ابتاع ما اصطاده أسبوعياً".
مروان قال، انه "من هواه اصطياد الطيور حيث ينضم برفقته أصدقائه رحلات صيد لمناطق غرب العراق وشرقه، ليبعها يوم الجمعة حيث سوق الغزل".
ويشهد سوق الغزل انتعاشاً تجارياً لحركة الزائرين والمتبضعين أيام العطل الرسمية وفي يوم الجمعة خاصة، اذ يقصده الكثيرين من البغداديين، وكذلك من خارج العاصمة من اجل بيع وشراء الحيوانات الأليفة اذ تزايدت الحركة التجارية في هذا السوق خلال السنوات الأخيرة بسبب انفتاح العراق على دول العالم واستيراد الحيوانات النادرة والمختلفة.
صاحب محلات الفرقدين لبيع وشراء الطيور في سوق الغزل وليد الخزعلي، يقول: انه بدأ باستيراد أنواع الطيور النادرة خلال الخمس سنوات الأخيرة من دول أوروبا وإفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية عن طريق لبنان وبعض دول الخليج وهي تشهد إقبال كبير من قبل هواة تربيتها".
وعن أهم الطيور التي يتم اقتناءها بين الخزعلي "أن الكثيرين يرغبون في انتقاء الأنواع الغربية من الطيور النادرة الإشكال، فيما الإقبال منقطع النظير على انتقاء الببغاء الناطقة".
وتعود تسمية سوق الغزل إلى بائعات الغزل، اللاتي كن يتجمعن في ذات مكان السوق اليوم لبيع منتجاتهن الصوفية في أواخر العصر العباسي ليصبح سوق الغزل أشبه بغابة صغيرة تتوسط العاصمة بغداد يرتاده هواته من كل حدب وصوب. انتهى/خ.
اضف تعليق