حذرت المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بآية الله العظمى، السيد علي الحسيني السيستاني، اليوم الجمعة، من التسقيط لمكون إجتماعي والاساءة له، فيما أكد أن هذا التسقيط يعد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تهدد السلم الاجتماعي.
وقال مثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة، عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ن "التسقيط الاجتماعي للشخصية الاعتبارية للآخرين هي من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تهدد السلم الاجتماعي" مبينا ان "الاعتبارية هي الصفة المكانية للشخص الناشئة من المقومات الدينية او السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية او الاخلاقية".
وأضاف الكربلائي: "تارة هذا الشخص يملك من هذه المقومات ويسمى بالشخصية الاعتبارية، وتارة أخرى لا يملكها لكنه يبقى إنسانا لكونه انسان وله منزلة ومكانة اجتماعية وأحيانا تمارس هذه الظاهرة بالتسقيط لشخص ومرة بمكون وهو الأخطر في المجتمع".
ولفت، إلى ان "هناك كيانات دينية او مذهبية او اجتماعية او ثقافية وهذا المكون يستهدف بالتسقيط الاجتماعي وهو الأخطر" مشيراً الى ان "الانسان قد سُخر له الكون وله كرامة مهما كان انتمائه ولابد ان تحفظ كرامته وانسانيته وان التسيقط الاجتماعي له يتنافى مع الاخلاق".
وحذر، من أنه "لو هدرت كرامة هذا الشخص ومكانته الاجتماعية فانه سيعاني من العزلة وعدم تعاون المجتمع معه في سد احتياجاته المعنوية والمادية" مشدداً على أن "الخطورة تكمن في خلل ديني واخلاقي وثقافي وأحياناً يمارس التسقيط على أفراد قلائل والمجتمع ينكر هذا الامر المنافي للعرف الاخلاقي والديني وتارة يمارس على عدد كبير والمجتمع للأسف لا يكترث بهذه الظاهرة التي تؤدي الى كثير من المخاطر والى نزاعات وصراعات وأقل الأضرار تكون الاضطراب النفسي والاجتماعي الذي يعيشه الفرد".
وأكد، ان "ظاهرة التسقيط تشتد آثارها مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي لها القدرة على التأثير العجيب على الاخرين حيث تفعل فعلاً شنيعاً معهم، واذا كانت الاساءة والتسقيط الاجتماعي على مستوى المكونات فان آثاره ستكون مدمرة على المجتمع وتؤشر الى خلل ديني واخلاقي ومجتمعي تحتاج الى حلول".
وأوضح الكربلائي، ان "إنتهاك حرمة وكرامة وهدم مرؤة الانسان والمؤمن وتسقيط كرامة الانسان بأي نحو كان، هو هتك للعرض وهذا حرام في الدين الاسلامي".
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا، إن "الكعبة بيت الله الحرام هو أول بيت وضع لعبادة الله ولديها حرمة عند الله والاحاديث الشريفة تقول ان حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة نفسها"، مردفاً بالقول"
"للاسف نشهد تسقيط إنسان لاخر وكيان لآخر ومكون لآخر في وسائل التواصل الاجتماعي، فكم من العقاب ينتظرنا في الآخرة وهناك من يتصور هذا الامر بسيطاً".
وأشار الى ان "النبي الأعظم (ص) قال إن (حرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة من بيته الحرام)، فحرمة المؤمن الذي لديه شخصية اعتبارية وله منزلة وكرامة عند الله ينبغي ويجب ان تصان، أما تمزيق المؤمن لآخر شر تمزيق بتحطيم شخصيته الاعتبارية أو تشويه سمعته فرداً كان أم مكوناً" داعياً الى "الالتفات فيما يكتب الشخص بمواقع التواصل الاجتماعي او نشر مقاطع فيديو وآثاره".
تحرير: سارة رعد
اضف تعليق