بغداد/ سوزان الشمري
حدد تقرير عربي، التكاليف التي يحتاجها الشباب في عدد من الدول العربية للزواج استنادا إلى إحصائيات وتجارب شخصية.
وبحسب التقرير الذي ذكره موقع الخليج أونلاين، فان تكلفة الزواج في العراق تصل إلى أكثر من 15 ألف دولار أمريكي، مبينا أن المغالاة في المهور رفعت مستويات العنوسة في العراق، حيث تتراوح المهور بين 5 إلى 15 ألف دولار فيما تصل تكاليف الزفاف إلى 10 آلاف دولار.
وفي مصر تقترب التكاليف من مليون جنيه، حيث يصل سعر الوحدة السكنية إلى 400 ألف جنيه، وبالنسبة لمهر العروس فانه قد يصل إلى 17 ألف دولار، وتصل تكاليف العرس إلى 20 ألف دولار.
أما في لبنان فان الشاب يتكفل بجميع مصاريف الزفاف وشراء أثاث المنزل وغير ذلك، لكن هناك بعض المدن تعتبر حفل الزفاف فقط، من واجبات أهل العروس.
وبحسب دراسة لشركة الإحصاءات والأبحاث الدولية للمعلومات، فان مهر العروس يتراوح بين 50 ألف دولار إلى 150 ألف دولار، وتكاليف الزفاف من 7 إلى 30 ألف دولار أمريكي.
وفي السعودية تتراوح المهور بين 10 آلاف إلى 25 ألف دولار، وتكاليف الزفاف بين 20 ألف إلى 30 ألف دولار.
وتشهد بعض الدول العربية بضمنها العراق منذ سنوات، أحداث سياسية أمنية انعكست تلقائيا على الأوضاع الاقتصادية التي أفرزت نسباً خيالية من البطالة والفقر، وهي بدورها تقف حائلاً أمام الشبان في الزواج.
وبطبيعة الحال فأن ارتفاع المهور شكل عائقا أمام مشروع الزواج لدى الشباب وبالتالي فاقم من نسبة العنوسة.
وبحسب تقرير نشر على موقع إذاعة هولندا العالمية أكد ارتفاع العنوسة في العالم العربي، اذ سجلت فيه فلسطين أقل نسبة عنوسة على المستوى العربي، إذ لا تتعدى النسبة 7%، فيما جاء كلّ من العراق وسوريا في المرتبة الثانية من بعد لبنان بنسبة 70%،اذ كانت النسبة الأعلى من حصة لبنان بنسبة 85%.
علي حميد احد الشباب الذي فشل لأكثر من مرة في ايجاد شريكة حياته فارتفاع المهور قياساً بوضعه الاقتصادي اجبره على الهجرة خارج العراق والتفكير بالزواج بفتاة أوربية.
يقول حميد وهو متزوج من فتاة استرالية منذ سنتين انه "هاجر العراق منذ أربعة أعوام، وقد بلغ من العمر (39 سنة)، ولم يستطيع الارتباط فارتفاع المهور وقلة فرص العمل كانا سبب رفض الكثير من الاسر الأمر الذي ادخله في حالة نفسية متعبة. بحسب قوله
وأضاف اضطررت للهجر الى ألمانيا حيث تعرفت على فتاة ألمانية شاركتني حياتي وانا لا امتلك الفلس بحسب قوله، لتسانده حتى حصوله على فرصة عمل ثم ارتبطا وهما اليوم أبوين لطفلة عراقية بجنسية ألمانية.
أما الشاب احمد مهدي فانه وبحسب قوله مرتبط بخطوبة من زميلته في الدراسة الأكاديمية منذ عامين ونتيجة طلبات ذويها وفرض مقدم 15 مليون دينار عراقي فهو لا يزال يجتهد بكل فرصة عمل كي يوفر قيمة المهر المطلوب.
مهدي يقول لـوكالة النبأ للأخبار حتى الان جمعت خمسة ملايين بعامين، ويبين بسخرية يعتريها الحزن بأنه سينتظر خمس سنوات أخرى لا ارتبط اجمع فيها قيمة المهر ليتسنى لي الارتباط رسميا بخطيبتي.
الناشطة في مجال حقوق الإنسان د. بشرى العبيدي تشير إلى أن "ارتفاع ظاهرة المهور إخفاق جدي يسجله العراق في مجال حقوق الإنسان"، لافتة إلى أن "ارتفاع المهور الذي لم يكون موجود فيما سبق من أعوام وهو نتاج لحكم طبقتين افرزها الواقع العراقي، هما طبقة الأغنياء، وطبقة الفقراء، واختفاء ملحوظ للطبقة المتوسطة الدخل التي كانت تمثل النسبة الأكبر من شرائح المجتمع".
وتضيف ان "مواجهة هذه الظاهرة يحتاج إلى نهضة مجتمعية عبر منظمات المجتمع المدني، وتنبني الجهات المسؤولة قضية تزويج الشباب، وتوفير فرص العيش الكريم لهم، تزامنا مع دور المؤسسات الدينية في تبني القضية عبر أقامه حملات تزويج جماعية".
يذكر ان أعلى مهر في العراق سجل في محافظة البصرة خلال الشهر الماضي وقد وصل الى 300 مليون دينار عراقي .
فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عقد زواج مصدق في محكمة البصرة وموقع من طرفين العروس والعريس، ويظهر هذا العقد وهو وثيقة الزواج الرسمية والمعترف بها بالدوائر الحكومية مقدار المهر وهو 200 مليون مقبوضة و100 مليون دينار مؤخر حين الميسرة من الزوج في ذمته وهو مايسمى المؤخر حين لطلاق أو يسدد بحسب اتفاق الزوجين، ويعادل هذا المبلغ مايعادل اكثر من 280 ألف دولار $.
اضف تعليق