بعد انتهاء معركة الموصل ساد الغموض فيما يخص مصير افراد تنظيم داعش داخل العراق وهناك اسئلة تبحث عن اجابة حول مصير المقاتلين، وكالة النبأ تحرت عن الموضوع وأجرت لقاء خاص مع الباحث في شؤون الارهاب علي الطالقاني الذي يرى ان الدراسات والتقارير والمقاربات التي جرت بأدوات بحثية معينة لا تكفي وحدها لتفسير ظهور تنظيم داعش.

وقال الطالقاني ان "فكر التنظيم وانطلاقته فسرت باهواء ومزاجات ورؤى متأثرة بمحيط الكاتب وكل يرى ان ظهور التنظيم مبني على ايديولوجيا معينة وكل يتهم الاخر او قومية اودين يقف خلف ظهور التنظيم".

ويرى الطالقاني ان "قلة فقط من توصّل إلى معرفة اسباب ممارسة الإرهاب في هذه الظروف وهناك بعض الكُتاب قام بفهم البنية النفسية لفهم أوقات ظهور العنف الذي يرتبط بكل مرحلة. وهناك الكثير ممن كتب عن داعش والقاعدة دون الاستقرار على الاستنتاجات أو التجارب السابقة".

وكشف الطالقاني عن "تقلص تنظيم داعش داخل العراق في ثلاث محاور حيث يقول لم تعد الاخبار الواردة عن داعش كما كانت في زخمها بعد عام 2014 واثناء عمليات التحرير، وبقيت قصص يرويها بعض الصحفيين عن النازحين هذا يدل على: ضعف التنظيم وقدراته، وقلة الاهتمام الدولي بأخبار التنظيم بسبب ضعف سيطرته اضافة الى ضعف مصادر المعلومات الأمنية وضعف التغطية الصحفية".

مستدركا "لكن تبقى ثلاثة محاور تشكل خطرا لايمكن الاغفال عنه، وتتقسم هذه المحاور الى مايلي:

المحور الأول: شمال بغداد وشمالها من جهة الشرق والتي يقع ضمنها كركوك وجنوب صلاح الدين وديالى اضافة الى الحويجة وجبال مكحول وبحيرة جبال حمرين وداقوق.

المحور الثاني: مناطق شرق سامراء وصولا الى شمال شرق نينوى وقضاء البعاج وجزيرة الحضر، كذلك جنوب غرب سامراء، وصولا الى وادي حوران في الانبار والصحراء تجاه السعودية حيص يضم هذا المثلث الخطير مناطق صحراوية اتخذها تنظيم القاعدة من قبل وداعش كملاذ.

المحور الثالث:

مناطق الرابط بين جنوب محافظة صلاح الدين ومحافظة نينوى ومحافظة كركوك في جهة الجهة الشمالية الشرقية".

اما عن تواجد التنظيم على الاراضي السوري يرى الطالقاني "ينتهي داعش ولكن شبحه يعيش بيننا، الحرب على داعش في سوريا تختف معطياتها عن الحرب على التنظيم داخل العراق وان كانت مرتبطة في بعض المحاور، في سوريا ترتبط الحرب بخلافات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية، ومايريده الاثنان من روسيا تغيير سلوكها تجاه اوكرانيا حتى ترفع العقوبات عنها".

وتابع "من جانب آخر تركيا التي تدعم التمرد السني ضد بشار الاسد، فهي لازالت تتلقى الصفعات من حلفاء الناتو بقيادة الولايات المتحدة الذين يدعموا القوات الكردية السورية المتحالفة مع التمرد الكردي داخل الحدود التركية.

واوضح الباحث ان "تركيا من جهتها قطعت الشمال الغربي لسوريا فانها تهدد بتقطيع شمال وشرق سوريا من اجل سحق الأكراد -المهددون من قبل واشنطن بالتخلي عنهم- فيما يقدر عدد المنضوين تحت راية التنظيم نحو 32 الف مسلح. فيما  تقدم الولايات المتحدة نحو 25 مليون دولار لأي معلومات موثوقة عن زعيم البغدادي".

اما معركة الباغوز التي تأخر حسمها فان ذلك يأتي بسبب اعطاء فرصة للمدنين للخروج من المدينة الذي يستمر منذ ايام لكنها تعتبر المعركة المباشرة الأخيرة حيث يحتمي في منطقة الباغوز مقاتلي داعش فمن جهة الشرق ستكون القوات العراقية وفصائل الحشد ومن جهة الغرب قوات سوريا الديمقراطية ومن جهة الجنوب ستكون القوات السورية.

وكشف الطالقاني عن مخاطر أخرى حيث يرى ان  600 كيلو متر بين العراق وسوريا والأردن تلك المنطقة كبيرة جدا، وهناك مخاوف من وجود انفاق تجاه الحدود العراقية واستغلال ساعات الظلام لهروب مقاتلي داعش، وبعض المناطق الحدودية مقسمة أمنيا بين قوات كردية واخرى تابعة للمركز اضافة الى الحشد العشائري، ولازالت حركة النازحين مستمرة تجاه دهوك.

اما عن تداعيات الحرب على التنظيم يرى الباحث هناك مشكلة كبيرة فعندما نرصد معاناة الاطفال الذين عاشوا تحت ظل التنظيمات الارهابية والذين تترواح اعمارهم من 11 عام الى 14 عام سنجد انهم يعانون من اضطرابات نفسية وحالة من العدوانية وكوابيس اثناء النوم وتبول غير ارداي.. فانهم شاهدوا الصدمات وعمليات قطع الرقاب والرجم والقصف والجوع والحرمان من التعليم، ومن اجل حل هذه المشكلة الكبيرة والمعقدة ينبغي تقديم خدمات صحية ونفسية وعقلية وحماية بيئية واجتماعية اضافة الى وجود تعليم حقيقي.

كما يرى الطالقاني ان الحروب تولد تجارة البغاء واصبحت شوارع بعينها مأوى لتجارة الجنس بحيث اصبحت وجهة للسياحة الجنسية وبيوتات الدعارة في منافسة بينها.

اضف تعليق