ردا على تقييم عالمي صنف العاصمة بغداد كأسوأ مدينة للعيش للسنة العاشرة على التوالي، نظم نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة مناصرة رفعت هاشتاك #بغداد_اجمل، معتبرين ان "التصنيف غير حقيقي ولا يمثل بغداد التي تبقى عاصمة للجمال، وان جار عليها الزمان" .

واحتلت العاصمة بغداد مركز الصدارة في قائمة أسوأ المدن التي يمكن العيش فيها، حسب تصنيف أصدرته 'Mercer' وهي واحدة من أكبر شركات استشارات الموارد البشرية في العالم.

وعلق الإعلامي محمود السعدي على الخبر الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي عبر مدونته الشخصية، "يقولون بغداد أسوء مدينة للعيش وانأ أراها لا حياة في مدينة غيرها". وأرفق منشوره على موقع فيسبوك بصور أظهرت جمال الحياة في بغداد.

فيما علق ناشط أخر وهو من محافظة البصرة بالقول "عندما ازور بغداد اشعر بعبق حبي لوطني"، وأضاف "من يصنف بغداد بأسوأ مدينة للعيش لم يجرب أن ينهض وتدب في جسده الحياة بعد كل نزيف يهتك أبناءها أو شوارعها فبغداد هي الحياة".

ناشط اخر يقول تبقى بغداد الأجمل، ويضيف: "سافرت الى اغلب دول العالم لم أجد أمان كما في بغداد لكن ما يهتك حرمة جمال بغداد القيادات التي تحكمها والمافيات التي تنهش بجسدها فنحن بحاجة لحملة تطهير سياسي ليكتمل جمال بغداد".

بينما كتب محمد التكريتي عبر صور أرفقها ضمن حسابه على الانتستغرام "بغداد حتى هواها يختلف خالقة الله من الدلال".

الناشط المدني كريم جسر وهو الذي يقود منذ أشهر حملة نظافة شعبية انطلقت من مدينة الصدر شرقي العاصمة، وامتدت لعدد من المدن والمحافظات قال أن "التصنيف العالمي غبن حق بغداد، فهي المدينة الأجمل وان جار الزمان عليها".

جسر يقول لـوكالة النبأ للإخبار أن "التصنيف العالمي لم يأخذ بنظر مقايسة جمال بغداد وطيبة ساكنيها، ولم يلمس وقار شيوخا ونخوة شبابها"، لافتا إلى أن "بغداد مرضت لكنها تنهض من جديد ما ينقصها التفاف حكومي حقيقي لجانب الخدمات يتزامن مع نهضة شعبية تعيد بغداد كعاصمة للسلام والجمال".

القانونية والناشطة في مجال حقوق الإنسان حنان الشمري قالت، "اعتبر أن التصنيف تقف وراءه جهات وربما دول تسعى لتبقى بغداد بعيدة عن الأنظار". وطالبت الشمري عبر وكالة النبأ للإخبار، وزارة الثقافة إلى تتبع تلك المنظمة ومقاضاتها دوليا ً.

من جهته شكك الإعلامي والمدون محمد البدر بالجهات التي تقف خلف هذا التصنيف، لافتا بالقول إن"الكثير من عواصم والمدن العالمية المعروفة مثل نيويورك وباريس واسطنبول وغيرها، لا تخلو من الجريمة والعنف والعشوائيات وبيوت الفقراء والإحياء الشعبية باعتبارها مقاييس عالمية شملت بغداد".

وأضاف البدر، "التصنيف غير منطقي فليس من المعقول تكون مدن الحشيش والمخدرات في أمريكا الجنوبية ومدن إفريقيا الفقيرة وحلب ومدن الصومال وكابل وقندهار وغيرها أفضل من بغداد وشكك بوجود دوافع أو جهل بالواقع العراقي وراء هذا التصنيف المجحف" . موجها أصابع الاتهام صوب "دول الخليج التي تسعى لغايات سياسية لتصوير بغداد كمدينة خراب وقتل".

وتساؤل البدر بالقول "اليوم بغداد تنظم معارض فنية وفعاليات محلية وعالمية، وتقام على أرضها الحفلات والمهرجانات والبطولات الرياضية الدولية وتبقى متاجرها حتى وقت متأخر من الليل، سيما بعد انعدام التفجيرات والاغتيالات، فهل يعقل أن تلك النشاطات لم ترفعها خلال عشر سنوات متتالية ولو درجة من نهاية القائمة بحسب تصنيف('Mercer')".

من جهة وصف الخبير الاقتصادي سالم لطيف العكيلي، التصنيف ب"المؤسف وهي صاحبة الموروث التاريخي والحضاري"، لافتا إلى أن "المشكلة تكمن في إهمال الحكومات المتعاقبة لمركز الدولة في بغداد".

وأضاف العكيلي أن "الخلل يكمن بإدارة الحكومة المحلية ومفاصل الدولة الأخرى، فقد تعودنا أن نسمع كل عام عن تقارير تشير إلى احتلال بغداد المركز الأول في مجالات سوء العيش وسوء الخدمة وغير ذلك، لكن الإدارات المعنية لا تملك غير التبرير".

اضف تعليق