كثّفت الجهات الأمنية والخدمية والدينية في محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، اليوم الأربعاء، استعداداتها لاستقبال ملايين الزائرين المشاركين في إحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، في أجواء استثنائية تشهد تصاعداً في حجم الإجراءات والتنظيم.
ووصل وزير الداخلية ورئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، عبد الأمير الشمري، إلى كربلاء المقدسة للإشراف الميداني على تنفيذ الخطة الأمنية، يرافقه رئيس اللجنة الخدمية للزيارات المليونية، وكان في استقباله قائد شرطة المحافظة.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للوزير، تلقته وكالة النبأ، أن الشمري تفقد الزائرين في طريق "يا حسين"، واطلع على انسيابية حركتهم وانتشار القطعات الأمنية والخدمية الممتدة بين بغداد وكربلاء. ووجّه الشمري بـ"تكثيف إجراءات التفتيش الدقيق والانتباه المستمر"، مشدداً على "ضرورة تسهيل حركة الزائرين من قبل مفارز المرور". كما أكد "تواجده الميداني بين القطعات طيلة فترة الزيارة لضمان حسن التنفيذ".
وفي النجف الأشرف، أعلنت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة عن خطتها الأمنية والخدمية والصحية المتكاملة، والتي تشمل نشر أكثر من 3000 كاميرا مراقبة حديثة داخل ومحيط العتبة وصحن السيدة الزهراء (عليها السلام).
وقال معاون رئيس قسم الإعلام في العتبة، جعفر البديري، في تصريح للوكالة الرسمية، إن "الاستعدادات شملت تجهيز 15 موقعاً وموكباً لتقديم ثلاث وجبات طعام يومياً، بواقع يتجاوز ربع مليون وجبة يومياً، فضلاً عن توزيع أكثر من عشرة ملايين لتر من المياه النقية يومياً عبر خمسة منافذ رئيسة". وأضاف، أن "الخطة الصحية تضمنت تدريب أكثر من 500 متشرف بالخدمة على عمليات الإخلاء الطارئ والسريع"، لافتاً إلى "نشر 61 جهاز بث إنترنت لتوفير الخدمة المجانية للزائرين".
وعلى المستوى الأمني، أشار البديري إلى "نشر كاميرات حديثة وأجهزة تفتيش متطورة، وتدريب كوادر العتبة على استخدام أجهزة الرابسكان"، مبيناً أن "الهياكل والخيام التي تم نصبها لاستقبال الزائرين تغطي مساحة إجمالية تتجاوز 1657 متراً مربعاً للخيمة الواحدة".
كما أوضح، أن فرق قسم الإعلام التابعة للعتبة العلوية "تتوزع بين المحافظات الجنوبية ومحيط الحرم الشريف لتأمين البث المباشر وتوثيق النشاطات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز التفاعل وإيصال الصورة الكاملة للاستعدادات الجارية".
وتأتي هذه الإجراءات المتصاعدة في إطار خطة وطنية شاملة تشترك فيها مختلف مؤسسات الدولة والعتبات المقدسة، لضمان انسيابية حركة الزائرين، وتوفير أقصى درجات الأمان والراحة لهم خلال أداء مراسم الزيارة، التي تُعدّ من أضخم التجمعات الدينية في العالم.
م.ال
اضف تعليق