في واحدة من أغرب صفقات التاريخ الاستعماري، تنازلت هولندا عن مستعمراتها في البرازيل لصالح البرتغال، مقابل 8 ملايين غيلدر وهزائم بحرية متبادلة، وذلك بموجب اتفاقية لاهاي الموقعة في السادس من آب/ أغسطس عام 1661.

وتعود جذور القصة إلى بدايات القرن السابع عشر، حين خاضت القوى الأوروبية صراعًا على النفوذ في القارة الأميركية، بعد اكتشافها على يد كريستوفر كولومبوس.

وبينما ركزت إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإنجلترا على التوسع السريع، سعت هولندا إلى ترسيخ وجودها التجاري، قبل أن تؤسس لاحقًا مستعمرات فعلية.

وفي الفترة ما بين 1630 و1654، سيطرت هولندا على شمال شرق البرازيل، وأقامت مستعمرة "هولندا الجديدة" واتخذت من مدينة ريسيف (موريتستاد آنذاك) عاصمة لها.

إلا أن الطموحات الهولندية اصطدمت بالمصالح البرتغالية، لتندلع سلسلة من المعارك انتهت بهزيمة الهولنديين عام 1654.

رغم خسارتها، لم تتخلَّ هولندا عن حلم العودة، إذ استعدت لشن حرب جديدة، لكن نزاعها مع إنجلترا أجبرها على تأجيل المخطط.

وبعد تعافيها البحري، بدأت بشن غارات قرصنة على السفن البرتغالية، وشلت التجارة البحرية للبرتغال.

وأمام هذا الضغط، وافقت لشبونة في السادس من آب/ أغسطس 1661 على دفع 8 ملايين غيلدر والتنازل عن مستعمرات في آسيا مثل سيلون (سريلانكا) وجزر مالوكو (في إندونيسيا) لهولندا، مقابل تخلي الأخيرة عن كامل ممتلكاتها في البرازيل.

م.ال

اضف تعليق