أثارت قائمة السفراء الجدد التي وافق عليها مجلس الوزراء العراقي في 22 يوليو/تموز الماضي، والتي ضمّت 91 مرشحًا لتولي مناصب دبلوماسية، جدلًا سياسيًا واسعًا بين مختلف الكتل البرلمانية، في ظل اتهامات بالمحسوبية وتجاهل مبدأ الكفاءة.

ففي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن ترشيحات السفراء جاءت نتيجة توافق سياسي، انتقد نواب معارضون بشدة الطريقة التي جرت بها عملية الاختيار، مشيرين إلى افتقار عدد من المرشحين إلى المؤهلات الدبلوماسية والخبرة المطلوبة.

رئيس تحالف المعارضة في البرلمان العراقي، النائب عامر عبد الجبار، قال في تصريح صحفي إن "قائمة السفراء الجديدة تمثل خرقًا واضحًا لمبدأ الكفاءة، وقد أُعدت وفقًا لمبدأ المحاصصة والولاءات العائلية".

وأضاف عبد الجبار: "كبار الزعماء السياسيين قاموا بتعيين أبنائهم وأصهارهم وإخوانهم في هذه المناصب الحساسة، في مصادرة صريحة للاستحقاقات الحزبية لصالح الأقارب".

وأكد أن تحالفه يرفض القائمة بشكل كامل، مشيرًا إلى أن بعض الأسماء مشمولة بإجراءات المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث، متسائلًا عن دور هيئة المساءلة في هذا السياق. وشدد على أن التحالف لن يصوّت لصالح القائمة داخل قبة البرلمان.

توافق سياسي وتمرير متوقع

في المقابل، قال النائب محما خليل عن المكون الكردي، إن القائمة جاءت نتيجة اتفاق سياسي واسع، وإن "موافقة مجلس الوزراء على الأسماء، الذي يمثل مختلف المكونات، تُعد بمثابة تحصيل حاصل".

وأوضح خليل أن الكتل السياسية توافقت على تمرير القائمة، لكنّه أشار إلى وجود مخاوف من أن تُستغل جلسة التصويت على السفراء لطرح قوانين خلافية، مما قد يؤدي إلى عرقلة الجلسة وتعطيل النصاب القانوني، خصوصًا مع قرب موعد الانتخابات وتصاعد الجدل حول قوانين مثل هيئة الحشد الشعبي وحرية التعبير وتعديل قانون الانتخابات.

دعوات لإعادة النظر في القائمة

من جانبه، دعا النائب محمد الخفاجي، عضو اللجنة القانونية في البرلمان، إلى إعادة النظر في القائمة، مؤكداً أن "الاختيار شابه الكثير من المحاصصة والتوافقات، بالإضافة إلى بروز ظاهرة تعيين الأقارب".

وقال الخفاجي: "بعض المرشحين لا يمتلكون المؤهلات المطلوبة، لا من حيث التحصيل الدراسي ولا من حيث الخبرة، ومن غير المقبول أن يتم التعيين في مناصب دبلوماسية بهذا الشكل".

وأكد أن منصب السفير يُعد من الدرجات الخاصة التي تتطلب كفاءة ونزاهة عالية، مشددًا على ضرورة اعتماد معايير شفافة في التعيين.

البرلمان لم يتسلم القائمة رسميًا بعد

أما النائب أمير المعموري، فأكد أن مجلس النواب لم يتسلّم رسميًا قائمة السفراء حتى الآن، مشيرًا إلى أن "ما يتم تداوله إعلاميًا لا يزال غير مؤكد، لكن إن ثبتت صحة الأسماء المتداولة، فهناك شخصيات مرفوضة تمامًا".

وأضاف: "بعض الاختيارات تمت على أساس عائلي وشخصي، وهو ما نرفضه تمامًا. هؤلاء سيمثلون العراق في الخارج، ولا بد أن يتمتعوا بالكفاءة والخبرة الدبلوماسية، وأن يكونوا من داخل السلك الدبلوماسي".

وشدد المعموري على أهمية التصويت على الأسماء بشكل منفصل، وليس عبر تمرير القائمة دفعة واحدة، قائلاً: "نحن نطالب بمهنية كاملة، لأن تمثيل العراق في الخارج يجب أن يكون على قدر عالٍ من المسؤولية".

المصدر : الجزيرة

م.ال

اضف تعليق