كشف شهود عيان، عن مقابر جماعية لأطفال رفضوا انضمامهم الى صفوف تنظيم "داعش" موضحين ان عدد الضحايا في هذه قبور يتجاوز المائة وثلاثين شخصا.
وقال الشهود عيان، "عندما اجتاحت داعش المنطقة اليزيدية سنجار، اكتظت هذه الطريق على طولها بالرجال والنساء والأطفال الذين جمعوا من القرى المجاورة بعدما طردوا منها، وبدء داعش في الانتشار داخل المنطقة وتجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم".
واضاف شهود عيان من الناجين، أن "عدد الضحايا في هذه قبور يتجاوز المائة وثلاثين شخصا، الذين تم اختيارهم من أجل نقلهم إلى بلدة تل أعفر القريبة والتي سيطر عليها داعش، الا انهم رفضوا، ولاتزال قطع القماش التي كبل فيها الشباب والشيوخ شاهدة على الجريمة، وكذلك المسابح التي بقوا ممسكين فيها من أجل الصلاة حتى اللحظات الأخيرة".
فيما ذكرت السلطات الكردية أن "لديها أدلة على اختطاف ستمائة طفل من سنجار والقرى اليزيدية المحيطة، حوالي مائتين منهم تمكنوا من الهرب وهم الآن يقيمون في مخيمات موزعة في جميع أنحاء المنطقة الكردية".
نوري الفلاح البالغ من العمر 11 عاماً واحد من أولئك المحظوظين، عائلته اختطفت في نفس اليوم الذي حدثت فيه مجزرة سنجار، وعندما رفض الانضمام الى مركز تدريب داعش في تل أعفر، قام مقاتلو داعش بضربه بوحشية، وتسببوا بثلاثة كسور في ساقه، ولن يتمكن من السير بشكل طبيعي بعد الآن.
وقال الفلاح إن "مقاتلي داعش طلبوا مني الذهاب إلى الجبل، ولكني رفضت ذلك، فقاموا بكسر ساقي، بينما أخذ الأطفال الآخرين بالقوة".
نوري شقيق سمان البالغ من العمر خمس سنوات وكان يعيش حالة من الرعب من البداية، فهم كانوا يتعرضون للضرب بشكل يومي، وحياتهم في مخيمات داعش لا يقوى أحد على تحملها.
جدة الأطفال غاورا خلف تقول إن "الصبية يروون ما كانوا يشاهدونه عندما كان المسلحون يقتلون الأطفال الآخرين الذين رفضوا الانضمام للتدريب".
واضافت غاورا إن "الأطفال في حالة صدمة تامة، نوري يستيقظ مرعوبا خلال الليل يصرخ خوفاً من خنقه، بينما لا يزال سمان يعاني من نوبات صدمة نفسية، غير مصدقين أنهم تمكنوا من كسر حواجز داعش والهرب".
يذكر ان "المقابر الجماعية تتكدس في أحد الأودية المؤدية إلى حدود المناطق التي يسيطر عليها التنظيم".
اضف تعليق