عاشت المرأة العراقية ظروفاً صعبة منذ قرون من الزمن وما زالت حتى الآن تعيش تلك الظروف بسبب الأفكار السلطوية التي أثرت عليها بشكل فعّال جعلتها تنسج في مخيلتها أمور الرعاية الإجتماعية فقط والأسرية حصراً فضلاً عن المتعلقات المعيشية ، وهذه الأفكار بالطبع كوّنت في داخلها مسؤولية كبيرة دفعتها الى تحدي الظروف التي لمست من مرارة عيشها الظلم والتشريد والتخلف والإضطهاد لنراها اليوم تعمل جاهدة على معالجة الأخطاء السابقة والعمل على إنقاذ الأجيال ممّا هم عليه والإرتقاء بهم الى سماء التطلّع ومواكبة العالم علمياً وإجتماعياً وفكرياً والعمل على عدم تعرضهم الى ما تعرّضت له في تلك الفترة السابقة .
فنرى المرأة العراقية اليوم بعد التغيير الكبير الذي شهده العراق الجديد قد إستطاعت أن تغيّر نظرة المجتمع تجاهها وحققت إنتصاراً كبيراً بتقدّمها وإستخراج خزين ثقتها بإدارة المجتمع حيث تولّت الحقائب السياسية والوزارية ودخلت الأحزاب وعملت على تغيير المناهج التي كانت تُفرض عليها من خلال إنتشارها بين مؤسسات الدولة وتوليها القيادة في الأمور الإجتماعية ، كما عملت على توثيق قانون حمايتها وأبدعت كإنموذج يشار له بالبنان في منظمات المجتمع المدني التي أطلقت من خلالها مشاريع توعوية وتثقيفية عديدة منها ( مشروع محو الأمية وتمكين المرأة والعمل على تطويرها ومشروع لا للعنف ضد المرأة ....... الخ ) وتلك المشاريع التي كان لها الدور الفعّال للنهوض بواقع المرأة العراقية والذي خلق علامات إستفهام كبيرة أمام التحدّيات لأن من المستحيل أن تنضج ثمار تقدّم المرأة العراقية خلال السنوات السابقة بعدما كانت معتقلة طوال عقود خلف قضبان الأمية والتخلف والحرمان والخوف والظلم والتراجع ، ممّا جعلها قصة مثيرة ومؤثرة يقرأها العالم أجمع وهو يحتفل اليوم بذكرى 8 مارس / آذار يوم المرأة العالمي .
اضف تعليق