قرر مجلس النواب حظر دخول الصحفيين إلى مبنى البرلمان، إلا لمن يرتدي منهم بدلة رسمية، الأمر الذي أثار موجة من الغضب في صفوف الصحفيين، وأخرى من التندر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الدائرة الإعلامية في مجلس النواب في بيان: "الزملاء والزميلات مندوبي الوسائل الإعلامية المعتمدین لدی الدائرة الإعلامية المحترمین، كجزء من متطلبات العمل في المؤسسات الرسمية، نود أن نلفت عنايتكم إلى ضرورة ارتداء الزي الرسمي عند الدخول إلى مجلس النواب أثناء توفير التغطية الإعلامية لأعمال مجلس النواب".
وأردف البيان: "وذلك حرصا من المجلس على الاهتمام بالمظهر اللائق لكل من يرتاد هذه المؤسسة العريقة، راجين منكم التعاون والالتزام، وبخلافه سيتم منع المخالفين من الدخول إلى مبنى مجلس النواب".
وأصدر محافظ صلاح الدين عمار جبر الجبوري قرارا مشابها، ينص على ضرورة ارتداء كافة الموظفين الحكوميين في مختلف دوائر المحافظة وعلى اختلاف درجاتهم الوظيفية وبما فيهم عمال الخدمة، الزي الرسمي (بدلة متكاملة مع ربطة عنق) بثلاثة ألوان: الأزرق النيلي والرصاصي والأسود، خلال فترة الدوام الرسمي.
وأثار قرار البرلمان امتعاض العديد من الصحفيين العراقيين، الذين اعتبروه قرارا غريبا وغير مبرر ومسا بحرياتهم وخياراتهم الشخصية.
فيما تسائل الكاتب الصحفي علي الطالقاني بالقول: "ماذا يعني بالزي الرسمي؟ وفي حال كان هناك ملابس أنيقة ولائقة من يحدد ذلك. لا أعلم ولم أقرأ في عمر الصحافة أن تكون هكذا قرارات غير متزنة. وحتى لا يقال أن هناك من يسيء لسمعة الاعلام من خلال ارتداء بعض الأشخاص لملابس غير لائقة، يمكن ان يتحلى الصحفي بنوع من الاتزان في مراعاة ذلك، ولكن لا يعني أن يقوم مجلس النواب باصدار هكذا قرارات غير مدرسة".
وأضاف "الصحفي الذي يدخل المنطقة الخضراء يخضع للتفتيش والاجراءات الأمنية المشددة، فكيف له مثلا أن يرتدي الجاكيت وهو محمل بأدوات التغطية مثل الكاميرا وملحقاتها وبقية الاحتياجات والسير لمسافة طويلة في حرارة شديدة".
وتابع "هذه القرارت يجب اخضاعها للمعايير، كما يجب على الصحفي ان يتحلى باللياقة الكافية، حتى لا تكون هناك فرصة للتضييق".
وقال صحفي عراقي لإحدى الفضائيات دون ذكر اسمه: ان "طبيعة العمل الصحفي تقتضي زيا مريحا وعمليا، فتصور مثلا أن زميلا مصورا يرتدي بدلة رسمية برباط عنق، وهو يصول ويجول بالكاميرا داخل ردهات وقاعات مجلس النواب، فبالتأكيد لن يكون مرتاحا في عمله وهو يرتدي ملابس لا تتناسب ومهنته كمصور صحفي، والتي تقتضي بداهة السرعة والمرونة والخفة في الحركة".
وانتشرت في منصات التواصل الاجتماعي موجة من التندر والسخرية، حيث علق البعض قائلا: "يبدو أن البرلمان قد تمكن من حل مشكلات الكهرباء والماء والغلاء، وقضى على الفساد وهدر مقدرات الدولة، ولم يبق أمامه من مشكلة سوى زي الصحفيين، فقرر وضع حد لها".
اضف تعليق