في تطور غير مسبوق للخلافات الداخلية بين قطبي الاتحاد الوطني الكردستاني، الرئيسين المشتركين للحزب، بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي، والتي ظهرت قبل أيام إثر إجراء تغييرات إدارية في المناصب العليا، استخدم (بافل)، لنفسه مسمى الرئيس عوضاً عن الرئيس المشترك، في بيان رسمي نشره اليوم، رغم لقاء جمع الطرفين يوم أمس ما أوحى بقرب حلحلة الأزمة.
وفي بيان اجتماع بافل طالباني مع رئيس ائتلاف النصر، رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العبادي في منطقة داباشان اليوم، ورد مصطلح "الرئيس" لتعريف بافل بدلاً عن منصبه كـ"رئيس مشترك"، وسط أنباء تشير إلى الوصول إلى قناعة في الاتحاد مفادها إخفاق نظام وجود رئيسين مشتركين للحزب ووجود مساعٍ لإلغائه.
وأشار البيان إلى أن اللقاء بحث المستجدات السياسية في إقليم كردستان والعراق والمنطقة، والانتخابات المبكرة وتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة "تحقق الاستقرار السياسي وترضي جميع الأطراف"، حيث عرض بافل طالباني رؤية وستراتيجية الاتحاد الوطني حيال مجمل القضايا من خلال "التأكيد على ضرورة توحيد الصفوف لتجاوز التحديات وصولاً إلى حل شامل وجذري للخلافات بين أربيل وبغداد".
وبعد انتهاء اجتماع الليلة الماضية، كتب لاهور شيخ جنكي على صفحته في الفيسبوك: "الاتحاد أقوى مما يتخيله الخصوم والأعداء، فهو يستند لجماهيريته من شعب كردستان وذوي الشهداء، والذين لن يسمحوا بإضعاف الاتحاد، لذا على الأعداء دفن أحلامهم تحت الأرض".
كما باشر وهاب حلبجيي، يوم أمس الأحد مهامه رئيساً لمؤسسة مكافحة الإرهاب في السليمانية، ومن المقرر أن تستمر مراسم تسليم واستلام المناصب حتى يوم الخميس المقبل.
بدوره، يرى كوسرت رسول علي، رئيس المجلس السياسي الأعلى ومصلحة الاتحاد الوطني، والذي أدى دور الوسيط لإصلاح ذات البين، ضرورة حل الخلافات بين "بافل ولاهور" عن طريق الحوار مع تأييد موقف "فريق" الاتحاد الوطني المشارك في الحكومة وعلى رأسهم نائب رئيس الحكومة، قوباد طالباني، كما أنه يميل إلى توجهات أغلب أعضاء المجلس بتأييد التغييرات التي أطلقها بافل طالباني في الاتحاد الوطني منذ أيام.
وحول موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني من خلافات الاتحاد الوطني، قال المتحدث باسم الحزب، محمود محمد، في بيان يوم أمس: "فيما يتعلق بأحداث الأيام الماضية في السليمانية والتي تسببت بحدوث توترات وأوضاع غير طبيعية وقلق المواطنين في مدينة السليمانية والمنطقة عموماً، نعلن في الحزب الديمقراطي الكردستاني أن هذا الموضوع يتعلق بالشأن الداخلي للأخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني، ونأمل إيجاد حل يصب في مصلحة واستقرار مواطني إقليم كردستان عموماً ومنطقة السليمانية خاصة، بما يزيل مخاوف وقلق الجماهير العزيزة".
ويوم الخميس الماضي، ظهرت الخلافات علناً بين الرئيسين المشتركين للاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي، إثر إجراء تغييرات في عدة مناصب ومنها منصبا رئيسي مؤسستي المعلومات (زانياري) ومكافحة الإرهاب في السليمانية واستبدالهما بآخرين مقربين من نجل مؤسس الاتحاد الوطني (بافل).
ووصل الخلاف ذروته وكاد يفضي إلى مواجهة عسكرية، حينما قامت قوة مقربة من بافل طالباني، ليلة الخميس، بتوقيف رئيس مؤسسة المعلومات وكالةً (إحدى تشكيلات مجلس أمن إقليم كردستان)، محمد تحسين طالباني (وهو ابن أخت لاهور شيخ جنكي وشقيق آلا طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد الوطني في البرلمان الاتحادي)، ومستشار رئيس المؤسسة، رنج شيخ علي، لـ24 ساعة، قبل إطلاق سراحهما، نتيجة تدخل عدد من مسؤولي الاتحاد السابقين والحاليين، وحتى توسط الجانبين الأميركي والإيراني، إضافة إلى المنسق العام لحركة التغيير، عمر سيد علي.
وشهدت السليمانية ليلة الخميس/ الجمعة، تحريك قوات كما تم وضع القوات التابعة للاتحاد الوطني من الجانبين في حالة تأهب قصوى، قبل أن تنجح مبادرات عاجلة من شخصيات متنفذة في الاتحاد وخارجه في الحد من التصعيد وتجنب حدوث اشتباك مسلح وشيك بين هرمي الحزب الواحد.
وحدث الخلاف، بعدما عمل بافل طالباني على منح منصب رئيس مؤسسة المعلومات والتي تقوم بمهام استخبارية للحزب، لشخصية مقربة منه وهو "أجي أمين"، الضابط البارز في مؤسسة مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وطال التغيير الآخر، منصب رئيس مؤسسة مكافحة الإرهاب في الحزب، والذي كان يديره، بولاد شيخ جنكي، وهو شقيق لاهور شيخ جنكي، حيث عيَّن بافل طالباني، الضابط البارز في مكافحة الإرهاب، وهاب حلبجيي لتولي المنصب.
ودفعت تلك الخلافات، رئيس الجمهورية، عضو قيادة الحزب، برهم صالح للعودة من بغداد إلى السليمانية ليلة الخميس من أجل التوسط وتحقيق التهدئة وجمع بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي في اجتماع مشترك وهو ما تحقق أخيراً الليلة الماضية.
ولدى رئيسي الحزب المشتركين، اللذين انتخبا في 18 شباط، 2020 رؤى متضاربة حيال القضايا التنظيمية داخل الحزب وكذلك فيما يتعلق بالمسائل الخارجية المتعلقة بالعلاقات مع الأحزاب الأخرى.
المصدر: شبكة رووداو الكردية
اضف تعليق