أكد السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي أن تواجد القوی الأجنبیة بما فیها الأميركیة یسبب المشکلات في المنطقة، وعلى دول المنطقة نفسها أن تضمن الأمن الإقلیمي، مجددا موقف إيران الداعم لأصوات الشعب العراقي في الانتخابات المقبلة.
وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية الإيرانية شدد إيرج مسجدي أن موقف إيران المبدئي من تواجد القوات الأجنبية في العراق يتلخص في أن تواجد القوی الأجنبیة بما فیها الأميركیة یسبب المشکلات في المنطقة وعلى دول المنطقة نفسها أن تضمن الأمن الإقلیمي، مؤكدا أن القوات العسکریة والأمنیة في العراق قادرة بشکل قوي علی ضمان أمن بلدها.
وأضاف أن بعد تشکیل الحکومة الجدیدة في إيران برئاسة إبراهیم رئیسي المحترم بالتأکید سوف یتم تعزیز هذه العلاقات وسوف تتطور متوقعا أن الإدارة الإيرانية الجدیدة سوف تعمل علی تطویر علاقاتها مع الدول الجارة وعلی الأخص العراق.
وعن رفض الدور الاستشاري للقوات الأجنبية في العراق من قبل الفصائل المسلحة العراقية قال مسجدي لربما توجد وجهات نظر مختلفة في العراق فیما یخص المفاوضات والقرارات التي تتخذ بین العراق وأميركا مؤكدا أن هذا الأمر یتعلق بالشؤون الداخلیة للعراق وإيران لا تتدخل في مثل هذه المواضیع، "ولکن فیما یخص الموقف الرسمي للجمهوریة الإسلامیة في إيران فنحن نعتقد جازمین أن وجود القوات الأجنبیة في حد ذاته یسبب المشکلات في المنطقة وعلیها العودة إلی بلدانها بینما یجب علی الدول الإقلیمیة ضمان أمنها وتعزیزها بالکامل بالاعتماد علی قواتها العسکریة".
وأكد حول التشكيكات في انسحاب القوات الأمريكية أكد أن قرار الجانب الأميركي تخفیض عدد القوات الأميركیة أو نقل القوات القتالیة یعتبر خطوة نحو الانسحاب بدون أدنی شك، "ومن ناحیتنا نحن فإننا نعتقد أن تخفیض تواجد القوات الأجنبیة بما فیها الأميركیة في العراق والمنطقة یعتبر خطوة إلی الأمام في موضوع انسحاب القوات الأجنبیة".
وعن موقف إيران من العمل العسكري ضد الوجود الأميركي في العراق سواء على القواعد الموجودة أو البعثات الدبلوماسية أكد: "نحن أعلنا ذلك في السابق بأشکال مخالفة، ان أي خطوة عدوانیة تجاه السفارات والمراکز الدبلوماسیة لیس فقط لا تحظی بالقبول من جانبنا بل أننا ندینها ونندد بها بأشد المواقف والعبارات. شخصیا أعتقد أن مثل هذا العمل لن یکون له أي تأثیر إیجابي، بل یمکن أن یکون بمثابة عذر للقوات الأجنبیة لاستمرار تواجدها في المنطقة".
وعن المفاوضات الإيرانية السعودية في بغداد قال إن انطلاقة هذه المفاوضات بإمکانها أن تکون إیجابیة وموفقة وسوف تستمر، وسبب توقفها یعود إلی تزامنها مع تشکیل الحکومة الجدیدة في إيران، ولکن بعد الانتهاء من الإجراءات الرسمیة الخاصة بتشکیل الحکومة الجدیدة للسید إبراهیم رئیسي سوف یتم اتخاذ قرار بشأن الاستمرار في هذه المفاوضات.
وحول الانتخابات المبكرة العراقية قال مسجدي إن موقف الجمهوریة لإسلامیة في إيران تجاه الانتخابات في العراق هو موقف الدعم والإسناد لأصوات الشعب العراقي مؤكدا أن موقف إيران واضح، فهي تدعم بقوة إجراء الانتخابات في العراق، ولکن لربما هناك أصوات ووجهات نظر مختلفة في داخل العراق کما هو الحال في وجود وجهات نظر مختلفة تخص مسائل ومواضیع أخری في البلاد، سواء من طرف حزب أو تیار أو مجموعة وحتی بین المسؤولین العراقیین وداخل المجلس النیابي، وهذا أمر طبیعي في حد ذاته، ففي نهایة الأمر نجد أن العراق قد دخل مراحل من الدیمقراطیة وهو یعیشها في الوقت الحاضر ومستمر بها.
وأضاف أن إيران لدیها علاقات واسعة النطاق مع جمیع التیارات والأحزاب، فهذه العلاقات السیاسیة طبیعیة جدا بین إيران والشخصیات العراقیة المختلفة، "لکن أن نرکز دعمنا ومساندتنا لعدد من الأفراد أو الأحزاب فهذا کلام لیس في محله أبدا، فالجمهوریة الإسلامیة في إيران کانت ولاتزال تدعم وحدة العراق وتدعم جمیع الطوائف في البلد الجار العراق إلی جانب جمیع المذاهب من السنة والشیعة والقومیات کالأکراد والترکمان والأدیان کالمسیحیة والإیزدیة، إيران تدعم جمیع مکونات الشعب العراقي کما تساند الحکومة العراقیة".
وعن مستحقات إيران من تصدير الوقود إلى العراق قال: "طلباتنا الیوم تقع في أجواء مناسبة إلی حد ما والفضل یعود إلی العملیة السلیمة والتخطیط والاتفاقیات التي وقعناها مع الجانب العراقي، بحیث أنه أصبح بإمکاننا شراء ما تریده الجمهوریة الإسلامیة في إيران من حساب هذه الطلبات وتدفع المبالغ من خلال هذا الأسلوب الذي أصبح کإطار وترتیب. من وجهة نظري أعتقد أن هذا التعاون انطلاقة جیدة تحظی بالقبول والرضا من قبلنا ومن قبل الحکومة العراقیة، ونحن نأمل أن تسدد طلباتنا بوتیرة أسرع إن شاء الله کي نتمکن من شراء المواد الغذائیة والأدویة واللقاحات المضادة لفیروس کورونا وغیرها من خلال مبالغ طلباتنا لدی الحکومة العراقیة، والیوم یعتبر التعاون الذي نلمسه من الحکومة العراقیة إیجابیا وجیدا ونأمل أن یتعزز هذا التعاون".
اضف تعليق