تعول تركيا على صادراتها إلى العراق أكثر من أي وقت مضى؛ للتغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها جراء انخفاض قيمة عملتها المحلية الليرة.
وفي إطار هدفها لتعزيز الصادرات إلى العراق، نشرت أنقرة ترسانة دبلوماسيتها التجارية في أربيل ممثلة في مجموعة من رجال الأعمال المؤثرين، الذين يحملون الجنسيتين التركية والعراقية، وفق موقع "إنتلجنس أونلاين".
وأضافت الموقع الاستخباري الفرنسي أن الزيارة الرسمية التي أجراها وزير التجارة التركي محمد موش إلى أربيل، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، للقاء نظيره في حكومة إقليم كردستان شمالي العراق كمال مسلم، مثلت فرصة لأنقرة للبحث عن فرص عمل لشركاتها، وإزالة بعض العراقيل التي تعيق توسيع التعاون الاقتصادي التركي العراقي.
وعلى هامش زيارة موش، تم عقد منتدى أعمال مشترك في أربيل برعاية شركة الشحن الجوي التركية طه كارجو.
ويتولى إدارة شركة "طه كارجو"، أمين طه، وهو رئيس "مجلس الأعمال التركي العراقي"، الذي تأسس عام 2011 من قبل "مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا"، والذي سافر رئيسه نيل أولباك إلى أربيل لحضور المنتدى.
كما حضر المنتدى رجل الأعمال هاليت أكار نائب رئيس مجلس الأعمال التركي العراقي والمسؤول التنفيذي الأول في شركة "أكارسان القابضة"، التي تصدر منتجات زراعية وسلعا أخرى إلى العراق.
وتشير الأرقام إلى أن الاقتصاد التركي يعول كثيرا على صادراته إلى العراق، إذ بلغت قيمة هذه الصادرات 9.1 مليارات دولار عام 2020.
لكن الصادرات التركية العام الجاري تأثرت سلبا جراء وباء كورونا ومشاكل تتعلق بالأنظمة المصرفية.
لذلك، وفق إنتلجنس أونلاين، كانت الأولوية القصوى في زيارة وزير التجارة التركي إلى أربيل هي كيفية مواءمة هذه الأنظمة المصرفية بحيث لا تشكل عائقا أمام صادرات بلاده.
فالليرة التركية تواصل الانخفاض، وتعول تركيا أكثر من أي وقت مضى على تدفق الدينار العراقي، وهو عملة مرتبطة بالدولار الأمريكي؛ لإعادة ملء خزائنها.
كما تبحث أنقرة عن فرص استثمارية جديدة في العراق، ليس أقلها في مدينة الموصل (شمال)، التي استضافت المنتدى الدولي للبناء وإعادة الإعمار في الفترة بين 14 و17 سبتمبر/أيلول الماضي؛ ما وفر فرصة مثالية لمبعوثي أنقرة لإجراء اتصالات تجارية جديدة.
وإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، استغل وزير التجارة التركي رحلته للتحدث مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وكذلك رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني، وكلاهما على علاقة جيدة مع تركيا.
كما قام، رفقة السفير التركي إلى العراق علي رضا غوناي، بزيارة سريعة لمجلس إدارة الجبهة التركمانية العراقية، وهي حزب سياسي يمثل الأقلية التركمانية العراقية.
اضف تعليق