شارك ملتقى النبأ للحوار، اليوم الثلاثاء، في الجلسة المسائية لمنتدى أربيل السنوي الثاني من خلال ورشة العمل الموسومة (حرية الأديان ومستقبل حقول الإنسان في الشرق الأوسط العراق وإقليم كردستان).
وشهد الملتقى الذي انطلقت فعالياته صباح اليوم، حضور شخصيات دينية ورسمية واكاديميين ومختصين وصحفيين من مختلف بلدان العالم.
حماية الحريات الدينية وتحقيق الازدهار
وحول ما يمكن أن تفعله الحكومة العراقية لحماية الحريات الدينية وتحقيق البقاء والازدهار قال عضو الملتقى الشيخ مرتضى معاش، أن اهم عنصر هو تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي عبر توفير البنى التحتية والخدمات ما يؤدي إلى تحقيق الكرامة الإنسانية وتفعيل المواطنة في بعدها العملي وليس النظري فقط.
واضاف، أن مسيرة العملية الديمقراطية بشكلها العقيم وخصوصا الانتخابات وما كان لها من أثر سيء كبير على حقوق الإنسان ومنهم الاقليات، فبعض الكتل السياسية لاتهتم الا بمصالحها الخاصة وغاياتها السلطوية، وهذا الامر يحتاج الى مراجعة دقيقة لتحقيق الاستقرار وحفظ الحقوق.
لذلك فإن الحل يبدأ من تحقيق السلم الاجتماعي عبر الحوار بين مختلف النخب الثقافية والدينية من أجل تحقيق التواصل، فالقطيعة تؤدي إلى غياب الثقة وتكريس الصورة النمطية وتكريس الخوف من الاخر، واستمرار الحوار يؤدي إلى مزيد من التفاهم وبناء الاحترام وتكريس المشاركة، وفقا لمعاش.
واكد في مداخلته، أن الاهتمام بمشاكل الشباب وتحقيق أحلامهم في الحياة والعيش بكرامة سوف يؤدي بناء التعايش والاستقرار.
ارساء ثقافة التعايش السلمي بين الاديان
من جانبه ركز عضو الملتقى الدكتور حميد الطرفي في كلمته خلال الجلسة على موضوعة التعايش السلمي ودوره في تحقيق البيئة المناسبة لحرية الأديان.
واضاف، أن على الحكومة ان تشكل لجنة من المستشارين لحماية حرية الاديان والمعتقدات، وتهتم بما يتعلق بموضوعة المجتمع الاخرى، مبينا أن على حكومة ايضا ان تتبنى تكوين قاعدة ثقافية من الجيل الصاعد، لرسم مستقبل افضل للاجيال القادمة.
واشار الطرفي، الى اهمية ارساء ثقافة التعايش السلمي بين الاديان والطوائف لتحقيق الاستقرار والسلم والذهاب نحو التطور والبناء، مؤكدا ان التعايش السلمي مبدأ يفرضه الواقع.
ضرورة عدم الربط بين السياسة وحرية الاديان
عضو الملتقى الدكتور رياض المسعودي اكد على أهمية عدم الربط بين العملية السياسية وحرية الأديان لما لذلك من تأثيرات سلبية على الاستقرار والتعايش.
وذكر المسعودي في كلمته، أن البعض سعى الى أن يحصل على مكتسبات سياسية من خلال مبدأ التخوف الديني والأقليات الدينية.
تأكيد على حفظ المنجز الامني وقيادة برنامج فكري
هذا وانطلقت في أربيل، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات واعمال ملتقى أربيل السنوي الثاني، بشراكة مع ملتقى النبأ للحوار وعدد من المنظمات الأخرى.
وشارك المدير التنفيذي في الملتقى الدكتور علاء السيلاوي في اعمال الجلسات الأولى بشأن التغيرات الأمنية والجيل الثاني لداعش، وتناول في حديثه خلال الجلسة موضوع الجيل الثاني لداعش والتركيز على إمكانية دحر الإرهاب ليس فقط عن طريق العمليات العسكرية وانما عن طريق قيادة برنامج فكري مضاد يقي من حدوث التطرف التي تعد مسارا للإرهاب.
وقال السيلاوي، "فيما يتعلق بجلسة التغييرات الأمنية والجيل الثاني لداعش، جرت العديد من المداخلات من قبل نخب وطنية واجنبية من ضمنهم من الولايات المتحدة واتراك ومن إقليم كردستان وكذلك من العاصمة بغداد وباقي محافظات العراق".
واضاف، "تم التركيز على اهم النقاط الا وهي ايجاد السبل الكفيلة للحد من اثار احتلال العراق من قبل داعش خلال تلك الفترة وكيفية الحفاظ على منجزات النصر العسكري وخاصة من قبل قيادات امنية، ولملمة الاثار التي تركتها افراد داعش السلبية ومن ضمنهم الجيل الثاني العوائل التي تفتقر الى الهوية وموضوع الاندماج الاجتماعي في المجتمع العراقي، كيفية معالجة الشمال السوري ومنع تأثير الشمال السوري على الساحة الأمنية العراقية، وكيف ان القوات الأمنية العراقية تحتاج الى تمويل من جهة وتحتاج الى تنسيق مع قوات البيشمركة من جهة أخرى وقوات البيشمركة والقوات الأمنية العراقية بل منظومة الدفاع العراقية تحتاج الى أيضا الى دعم من قبل التحالف الدولي باعتبار ان العدو واحد وان داعش لم يكن تنظيما إرهابيا إقليميا وانما تنظيم إرهابي يهدد دول العوالم خاصة ان الوافدين هم من كل دول العالم".
وتابع السيلاوي، "نحن أمام مشكلة حقيقية نعم حققنا النصر العسكري لكن لم نحقق النصر الفكري. خلاصة هذه الجلسة علينا ان نقود استراتيجية امنية بعيدة المدى متعددة الابعاد من ضمنها استراتيجية ميدانية عسكرية واستراتيجية قانونية تحاكي طبيعة الجريمة الإرهابية باعتبار مثلا عقوبة الإعدام لا تفيد بحق الانتحاري على سبيل المثال وكذلك الابعاد الاجتماعية وحالات التطرف".
وتناول السيلاوي، "ما يتعلق بموضوعة اشبال الخلافة وضرورة معالجة هذه الحالة الخطر القادم وكذلك موضوعة اليات مكافحة التطرف العنيف الذي قد يؤدي الى الإرهاب، وشرحنا ايضا الاستراتيجية الوطنية المتبناة من قبل مستشارية الامن القومي العراقي".
ويتناول الملتقى السنوي العديد من المحاور والنشاطات حول المناخ ومشاكل المياه في الشرق الأوسط والعراق وكوردستان، والتغيرات الأمنية وتغيرات الطاقة وتطوير برنامج ايران النووي وانعكاسه على الشرق الأوسط وحرية الأديان ومستقبل حقوق الانسان في المنطقة.
اضف تعليق