يعتقد العلماء أنهم توصلوا إلى تفسير لما اعتقدوا في البداية أنه ثقب أسود "هارب" يتسارع عبر الكون، كان محل نقاش كبير في المجتمع العلمي.
واكتشف العلماء سلسلة من النجوم يبلغ طولها 200 ألف سنة ضوئية كان يُعتقد في الأصل أنها تتبع ثقبا أسودا هاربا وُصف بأنه "وحش غير مرئي طليق"، لكنها قد تكون في الواقع مجرة متخفية تنتمي إلى نوع شائع نسبيا من المجرات المعروفة باسم المجرات المسطحة.
وأعلن علماء الفلك عن الثقب الأسود "الهارب" الذي تبلغ كتلته 20 مليون شمس، في وقت سابق من هذا العام، بناء على ملاحظات تلسكوب هابل الفضائي.
واندهش الفريق من حجم ذيل النجوم التي يبدو أن الثقب الأسود يجرها وهو يبتعد عن مجرته الأصلية، واعتقد أن هذا الذيل النجمي نشأ عندما شق الثقب الأسود، الذي يتحرك بسرعة كبيرة تعادل قطع المسافة بين الأرض والقمر في 14 دقيقة فقط، طريقه عبر الغاز، ما تسبب في تكوين مناطق كثيفة وولادة النجوم في أعقابه.
لكن العلماء لم يكونوا متأكدين من سبب عدم قيام هذا الثقب الأسود بابتلاع الغاز بشراهة، وإحداث المزيد من الاضطراب أثناء تحركه من خلاله، كما كان يُفترض أيضا أن تكون المجرة التي قُذف منها الثقب الأسود الهائل محاطة بكمية هائلة من الغاز.
وتلقي هذه العوامل بعض الشكوك حول سيناريو الثقب الأسود الجامح، وبدأت فرق متعددة من علماء الفلك في استكشاف تفسيرات مختلفة وأقل غرابة للملاحظات.
واقترح فريق من معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري (IAC) في دراسة حديثة، أن الملاحظة المثيرة للفضول يمكن أن تكون في الواقع مجرة دون ظهور انتفاخ على الحافة، وهذه المجرات ذات القرص الرفيع أو المسطح شائعة إلى حد ما في الكون.
وقال عضو الفريق والباحث في معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري، خورخي سانشيز ألميدا في بيان: "تناسب حركات النجوم وحجمها وكميتها ما شوهد في المجرات داخل الكون المحلي".
وأضاف: "إنه لمن دواعي الارتياح العثور على حل لهذا اللغز والسيناريو المقترح الجديد أبسط بكثير، وإنه أمر مؤسف من ناحية أخرى، لأنه من المتوقع وجود ثقوب سوداء هاربة، وقد يكون هذا هو أول سيناريو يمكن ملاحظته".
ولفحص تفسيرهم لملاحظات هابل، قارن الفريق الذيل المفترض للنجوم بمجرة معروفة جيدا، أقل انتفاخا، تسمى IC5249. وتقع هذه المجرة الرقيقة بالقرب من مجرتنا درب التبانة، ولها كتلة في النجوم تشبه "الذيل" الذي لاحظه هابل.
وكانت ملاحظات الجسمين المختلفين - ذيل الثقب الأسود الهارب المفترض وIC5249 - في تشابه مفاجئ.
وقالت الباحثة المشاركة وعضو الفريق ميريا مونتيس: "عندما حللنا سرعات هذا الهيكل البعيد للنجوم، أدركنا أنها كانت مشابهة جدا لتلك التي تم الحصول عليها من دوران المجرات، لذلك قررنا مقارنة مجرة أقرب بكثير ووجدنا أنها متشابهة بشكل غير عادي".
والعلاقة بين كتلة ما افترض الفريق أنها مجرة مسطحة والسرعة القصوى لدورانها أقنعت الفريق بأن "ذيل النجوم" المفترض هو في الواقع مجرة تتصرف مثل مجرة، ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يؤدي هذا الاستنتاج إلى إضعاف الاهتمام بهذا الجسم..
وأضاف عالم الفلك إغناسيو تروجيلو: "إنه جسم مثير للاهتمام لأنه مجرة كبيرة جدا على مسافة كبيرة جدا من الأرض، حيث تكون غالبية المجرات أصغر".
المصدر: وكالات
اضف تعليق